أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، موافقة إسرائيل على مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيراً إلى أن تل أبيب في انتظار رد حركة حماس على المقترح. من جهتها، أكدت حركة حماس أنها تجري مشاوراتها مع الفصائل الفلسطينية لإقرار موقف موحد.
وقال الناطق باسم حماس جهاد طه إن الحركة تتعامل مع المقترحات "بروح من الإيجابية والمرونة بما يخدم مصالح شعبنا وقضاياه الوطنية والإنسانية التي تفضي إلى إنهاء الحرب". وأضاف أن الحركة تجري مشاورات مع فصائل المقاومة الفلسطينية، إلى جانب لقاءات واتصالات إقليمية لإنجاح جهود وقف الحرب وإلزام إسرائيل بما يتم الاتفاق عليه دون مراوغة أو مماطلة.
من كيبوتس نير عوز، حيث زار نتنياهو المنطقة التي شهدت خطف أكبر عدد من الرهائن، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي "بضمان عودة جميع رهائننا، من دون استثناء". وأوضح أن هناك "20 رهينة لا تزال على قيد الحياة، بالإضافة إلى قتلى سيتم استعادتهم أيضاً".
وفي تفاصيل المقترح، ذكر مسؤول إسرائيلي أن الاتفاق يشمل وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، يترافق مع انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وزيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية المقدمة للسكان.
ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، سيقدم الوسطاء والولايات المتحدة ضمانات لمفاوضات إنهاء الحرب، لكن إسرائيل لم تلتزم بإدراج ذلك كجزء من الاتفاق الحالي.
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن الصفقة تشمل إطلاق سراح 10 من أصل 20 رهينة أحياء، بالإضافة إلى 18 من أصل 30 رهينة قتلى، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، على أن يتم ذلك على خمس مراحل خلال فترة وقف النار التي تستمر 60 يوماً.
وأكد مصدر إسرائيلي أنه في حال موافقة حماس، ستبدأ محادثات غير مباشرة بين الجانبين في نفس المبنى، عبر تبادل الرسائل بسرعة للتوصل إلى اتفاق نهائي، حيث ستكون مناقشة جدول انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة من القضايا الرئيسية.
ويذكر أن الحرب بين إسرائيل وحماس استمرت 21 شهراً، شهدت خلالها فترات متقطعة من وقف إطلاق النار لم تتجاوز تسعة أسابيع. بدأ أول وقف إطلاق نار في تشرين الثاني 2023، واستمر أسبوعاً فقط، أطلق خلاله سراح 105 رهائن مقابل عشرات الأسرى الفلسطينيين.
وأبرم وقف إطلاق نار ثانٍ في كانون الثاني 2025، قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض، حيث أفرجت حماس عن 33 رهينة مقابل إطلاق إسرائيل سراح حوالي 50 أسيراً فلسطينياً لكل إسرائيلي محرر. ومن المفترض أن تتبع المرحلة الثانية وقف إطلاق نار دائم، لكن إسرائيل استأنفت الهجوم في 18 آذار، بحجة الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن المتبقين.