مصادر سورية مطّلعة حذّرت من سيناريو خطير قد يُترجم قريبًا على الساحة اللبنانية، يقضي بأن تطالب سوريا، بموافقة ضمنية من واشنطن وتل أبيب، بتوسيع حدودها شمالًا لتشمل مناطق لبنانية تمتد حتى مدينة طرابلس وسهل البقاع، في إطار «تعويض» عن التخلي عن معظم أراضي الجولان، وكسيناريو لتغيير قواعد اللعبة في المنطقة.
هذا التوجه، بحسب مراقبين، يوفّر للشرع مخرجًا من الإحراج الشعبي الذي يسببه توقيعه على اتفاق يُفرّط بالجولان، خصوصًا أن لقبه الشعبي هو «الجولاني»، ما يجعل من الصفقة مادة للسخرية. لذا، فإن فتح جبهة عسكرية في لبنان قد يكون وسيلة لصرف الأنظار داخليًا، وتحقيق إنجاز يُسوّق على أنه «استعادة للأرض» في اتجاه آخر.
كما أن الحرب الأهلية في سوريا وتدخّل «حزب الله» لصالح آل الأسد وما رافق ذلك من مجازر وتنكيل بحق الشعب السوري، جعل الانتقام من «حزب الله» في حرب مفتوحة معه حدثًا له شعبية لدى السوريين.
ولا يُنسى أن لدى الشرع حوالى 8000 مقاتل من الإيغور والشيشان والأفغان، يرابض قسم كبير منهم قرب الحدود اللبنانية ضمن ما يسمى بـ«لواء علي بن أبي طالب». وهؤلاء يمثّلون مشكلة للنظام في حال أراد بناء دولة، كما هم مشكلة للمنطقة بأسرها، وأن استنزافهم في معارك مع «حزب الله» قد يكون مفيدًا من الناحيتين: أي التخلص منهم ومن الحزب في آن واحد.
وتتضاعف خطورة هذا المسار في ظل هشاشة الوضع الداخلي اللبناني، حيث يرفض «حزب الله» أي بحث في سلاحه، في وقت يغيب فيه الانسجام الكامل بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، وسط عجز واضح في مقاربة التهديدات الكبرى. ومع انشغال المجتمع الدولي بملفات أخرى، يبدو لبنان – مرة جديدة – ساحة مفتوحة لكل أنواع التسويات والانفجارات المحتملة.