في تطور مفاجئ، غادر القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، منطقة شرق الفرات على متن مروحية أميركية، وسط تضارب في الأنباء بشأن وجهة الاجتماع المرتقب مع المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك، الذي كان يُتوقع أن يُعقد في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
مصادر مطلعة أفادت أن ثلاث مروحيات تابعة للتحالف الدولي أقلعت من قاعدة "الوزير" في ريف الحسكة، حيث رافقت عبدي ووفداً رفيع المستوى من "قسد"، لكن أربيل لم تكن وجهتها، فيما تُشير التقديرات إلى أنها اتجهت نحو دمشق دون تأكيد رسمي حول مكان الهبوط، ما يعزّز فرضية انعقاد اللقاء في موقع غير معلن حتى اللحظة.
الاجتماع المنتظر يأتي في وقت بالغ الحساسية، بعد إعلان وزارة الدفاع الأميركية عن تخصيص 130 مليون دولار لدعم "قسد" وفصائل متحالفة معها مثل "جيش سوريا الحرة"، في إطار الحرب المستمرة ضد تنظيم "داعش". ويتوقع أن يتناول اللقاء سبل تعزيز التعاون في هذا السياق، وسط مخاوف أميركية من تدهور أمني واسع، عبّر عنها توم براك في وقت سابق خلال اتصال هاتفي مع عبدي.
المعطيات المتوافرة تشير إلى أن محور اللقاء سيكون متمحوراً حول سبل تنفيذ أو تحديث الاتفاق الموقع في العاشر من آذار بين عبدي والرئيس السوري أحمد الشرع، في ظل إشارات إلى أن واشنطن قد تدفع باتجاه تعديل بعض بنوده أو صياغة اتفاق جديد. هذا الاتفاق، الذي يُعد سابقة في العلاقة بين "قسد" ودمشق، كان قد تضمّن بنودًا تتعلق بضمان الحقوق الكردية، ووقف إطلاق النار، ودمج المؤسسات، وتأمين عودة المهجرين، ومكافحة محاولات التقسيم والكراهية، وهو ما تراه واشنطن فرصة لإعادة ضبط التوازنات في الشمال الشرقي السوري.
وسط هذه التحركات، يُتوقع أن يصل براك إلى دمشق خلال الساعات المقبلة، ما يضيف بُعداً سياسياً لافتاً للقاء الذي يترقبه حلفاء وخصوم "قسد" على حد سواء، نظراً لما قد يحمله من تحولات في خريطة النفوذ والتحالفات، في لحظة دقيقة تشهد فيها المنطقة تصعيدًا متجدداً من تنظيم داعش، وتراجعا تكتيكياً للوجود الأميركي.