كشفت مصادر مطلعة لقناتي "العربية" و"الحدث"، أمس الثلاثاء، عن توافق مبدئي بشأن نقطة دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في إطار المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، ما يشير إلى تقدّم لافت على مسار التفاوض المعقّد والمستمر منذ أشهر.
وبحسب المصادر، يجري حالياً بحث إعادة انتشار القوات في القطاع، في وقت أكد فيه المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن النقاط الخلافية بين الطرفين تقلّصت من أربع إلى واحدة فقط، معرباً عن أمله في التوصل إلى اتفاق هدنة يمتد 60 يوماً بحلول نهاية الأسبوع الحالي.
ويتزامن ذلك مع لقاء مرتقب جديد بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هو الثاني خلال 48 ساعة، حيث قالت مصادر أميركية إن ترامب يعتبر الوضع في غزة "مأساوياً"، فيما يعبّر نتنياهو عن رغبته بالتوصل إلى صيغة لإنهاء القتال، دون أن يتراجع عن موقفه الرافض لإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، متمسكاً بـ"الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية الدائمة على القطاع".
وتجري المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة، حيث يحمل الوسطاء مقترحات جديدة مستندة إلى مبادرة أميركية قدمها ويتكوف، وتتضمن هدنة لشهرين تفرج خلالها حماس عن عشرة رهائن أحياء مقابل إطلاق سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وتُطالب حماس بشروط إضافية تشمل انسحاباً إسرائيلياً تدريجياً من مناطق التماس، وضمانات بعدم استئناف العمليات العسكرية خلال فترة المفاوضات، فضلاً عن إعادة تشغيل آليات توزيع المساعدات الإنسانية بقيادة الأمم المتحدة، بعد أن شهد القطاع تدهوراً غير مسبوق في أوضاعه المعيشية، وارتفاعاً كبيراً في أعداد الضحايا، بينهم عدد من المدنيين الذين كانوا بانتظار مساعدات غذائية.
وإذ لا تزال العقبة الأخيرة غير معلنة، إلا أن تقليص فجوة الخلافات يعكس تقدّماً ملحوظاً نحو اتفاق محتمل، يُتوقع أن يعيد ترتيب أولويات المرحلة المقبلة في غزة، ويضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لحماية الهدنة وضمان استدامتها.