جولة صناعية للخوري في زحلة: دعم مباشر وخطة نهوض

جال وزير الصناعة جو عيسى الخوري في عدد من المصانع في زحلة، يرافقه رئيس بلدية زحلة - المعلقة - تعنايل المهندس سليم غزالة، ورئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع منير التّيني، ورئيس تجمّع صناعيي البقاع نقولا أبو فيصل.

استهل الوزير جولته من مصنع "قساطلي" في شتورا، حيث استقبله رئيس مجلس الإدارة نايف قساطلي، ثم انتقل إلى مصنع "إيتل للشوكولا" حيث اطّلع على سير العمل والإنتاج بحضور صاحب المصنع هيكل العتل. كما زار أقسام مصنع "سوموبلاست" حيث كان في استقباله حبيب، نزيه وديع، وغسان رياشي.

وفي مقر تجمّع صناعيي البقاع، التقى الوزير عدداً من الصناعيين، وافتتح رئيس التجمع نقولا أبو فيصل الحوار الذي حضره رئيس الغرفة منير التّيني ورئيس البلدية سليم غزالة. رحّب أبو فيصل بالوزير وأثنى على ما يقوم به، معدّداً النجاحات التي يحققها صناعيو البقاع، رغم التحديات من ارتفاع كلفة الطاقة والتهريب، داعياً إلى حماية الصناعة ودعمها.

من جهته، شكر الوزير الصناعيين على حضورهم، مؤكداً الجودة التي لمسها خلال جولته.

وقال: "أعرف هواجسكم وأعمل على إزالتها. نحن صناعيون منذ الفينيقيين قبل أن نكون تجاراً، لكن الحكومات المتعاقبة لم تُعِر القطاع الإنتاجي الاهتمام اللازم، إذ خصّصت وزارة الصناعة فقط 4 ملايين دولار سنوياً من أصل 12 مليار دولار كانت تُصرف سنوياً من 2000 إلى 2019".

وعدّد الورش التي أطلقها في الوزارة، لا سيما في المكننة والمسح الصناعي، بهدف إقامة مناطق صناعية صغيرة وتحديد المصانع غير القانونية تمهيداً لإقفالها، إلى جانب دعم التصدير وتخفيض كلفة الإنتاج. وأكد العمل على وقف التهريب والتهرب الضريبي، مشدداً على ضرورة إعادة دراسة الاتفاقات التجارية وإلغاء المجحفة منها، والسعي لعقد اتفاقات ثنائية منصفة.

كما أشار إلى أن لبنان يستورد 80% من غذائه، ما يستوجب دعم الصناعات الغذائية لتأمين الأمن الغذائي.

وفي سياق جولته، عقد الوزير اجتماعاً مع المجلس البلدي لبلدية زحلة - معلقة - تعنايل، بحضور النائب جورج عقيص. وشدّد رئيس البلدية سليم غزالة على أهمية زحلة في القطاع الصناعي، خصوصاً الصناعات الغذائية، داعياً إلى شراكة فاعلة مع وزارة الصناعة.

بدوره، قال النائب عقيص: "أنتمي إلى حزب مقاوم، وأمثل مقاومة من نوع آخر هي المقاومة الصناعية"، داعياً إلى تشكيل لجنة مشتركة بين البلدية والغرفة وتجمّع الصناعيين لدراسة التحديات ورفع ورقة عمل إلى الوزارة، مشيراً إلى أن أي إنجاز صناعي في زحلة يُسجل للوزير وأهالي المدينة، ومؤكداً أهمية اللامركزية الصناعية.

كما زار الوزير غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع، حيث التقى رئيسها منير التّيني وعدداً من الصناعيين. وأكد التيني أن الزيارة ليست بروتوكولية بل خطوة نوعية لدعم الصناعات البقاعية، مشيراً إلى توافق رؤية الوزارة مع أهداف الغرفة في دعم الإنتاج المحلي. وأعرب عن استعداد الغرفة لتقديم إمكانياتها لتنفيذ المشاريع التنموية.

وشدّد الوزير الخوري على مكانة زحلة ودورها الاستراتيجي، قائلاً: "أشعر أنني بين أهلي. زحلة وسهل البقاع مهدا الزراعة والصناعة الزراعية. التكامل بينهما رافعة استراتيجية للاقتصاد، وتصدير منتجات التصنيع الغذائي يشكل 40% من مجمل التصدير، بينما يستورد لبنان 80% من استهلاكه الغذائي، وهذا أمر غير مسموح الاستمرار به".

وأضاف: "علينا تغيير هذا الواقع واستبدال تصدير شبابنا بتصدير الصناعة اللبنانية. القطاع الصناعي يتطور ويوفر فرص استثمار وتشغيل. صناعاتنا أصبحت بمستوى الصناعات الأوروبية".

وتابع: "يجب تثبيت الناس في أرضهم. كل مصنع جديد يبقي الناس هنا".

كما تطرّق إلى التغيّرات في المنطقة قائلاً: "القطار يسير بسرعة، ولبنان يجب أن يلتحق به قبل أن يُترك وحيداً. الإمارات تستثمر في مرفأ طرطوس، وCMA CGM تطور مرفأ اللاذقية، والإسرائيليون يطورون مرفأ حيفا. الأتراك وقّعوا اتفاقية مرور مع سوريا للوصول إلى السوق العراقية والخليجية، بينما أُخرج لبنان من هذه الأسواق منذ أكثر من سبع سنوات".

وختم بالقول: "الأسواق الخليجية اعتادت على منتجات مختلفة عن منتجاتنا، وكل تأخير في العودة سيُصعّب استعادة موقعنا. منذ خروجنا تضاعف حجم السوق السعودي، ما يعني أننا خسرنا فرصاً كبيرة. لكن طالما في لبنان أشخاص مثلكم يقاومون الجهل والفساد، فلا خوف على لبنان، ولبنان لا يزال بخير".