استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع، أمس الأربعاء، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سوريا، توم باراك، في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، في زيارة وُصفت بأنها الأولى من نوعها منذ الإعلان عن التحول الأميركي في مقاربة الملف السوري.
وشهد اللقاء لفتة لاقت تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول مقطع فيديو يُظهر لحظة توجيه الرئيس الشرع للمبعوث الأميركي إلى مقعده الصحيح، بعدما همّ باراك بالجلوس في المقعد المخصص للمترجم، في مشهد اعتُبر دليلاً على "انضباط البروتوكول السوري" و"الثقة السياسية المتنامية" لدى القيادة الجديدة في دمشق.
ونشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" تسجيلاً مصوراً من مراسم الاستقبال، فيما اكتفت وزارة الخارجية والمغتربين بنشر مجموعة من الصور عبر منصتها على "إكس"، مرفقة بتعليق قالت فيه:
"فخامة رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع يلتقي، بحضور وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد حسن الشيباني، المبعوث الخاص للولايات المتحدة الأمريكية إلى سوريا السيد توماس باراك والوفد المرافق له في العاصمة دمشق."
وتأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد الاتصالات الدولية بشأن مستقبل التسوية السورية، بعد ما وصفه باراك في تدوينة سابقة بـ"انتهاء زمن التدخل الغربي". وكان قد غرّد في أيار الماضي مؤكدًا أن الخرائط التي رسمها اتفاق سايكس-بيكو قبل قرن "كلّفت المنطقة أجيالاً من المعاناة"، مشيراً إلى أن "الحقبة المقبلة يجب أن تُبنى على الحلول الإقليمية والدبلوماسية القائمة على الاحترام"، في ما عُدّ آنذاك إعلانًا صريحًا لتحول في استراتيجية واشنطن.
وكتب باراك في التدوينة ذاتها:
"وُلدت مأساة سوريا من الانقسام. ويجب أن تأتي ولادتها الجديدة من خلال الكرامة والوحدة والاستثمار في شعبها. نحن لا نقف خلف الشعب السوري، بل إلى جانبه، ومع سقوط نظام الأسد، بات باب السلام مفتوحًا. ورفع العقوبات هو السبيل لإعادة بناء سوريا أكثر ازدهارًا وأمانًا."
وتسعى واشنطن، وفق ما تفيد مصادر مطّلعة، إلى إعادة إطلاق مسار سياسي متوازن برعاية إقليمية، بعد تغيرات ميدانية فرضت خريطة جديدة في الشمال والشرق السوري، وتراجع نفوذ قوى خارجية كانت ترفض أي صيغة انتقالية.