أثارت تقارير إعلامية غربية جدلًا واسعًا بشأن ما إذا كانت روسيا قد اقترحت، خلال محادثات سرّية، على إيران القبول باتفاق نووي جديد لا يتضمّن تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، وذلك في إطار تسوية مؤقتة تُرضي واشنطن وتحافظ على مصالح موسكو.
وفيما لم تُعلّق طهران رسميًا على هذه التسريبات، نفت مصادر روسية وجود أي دور لموسكو في الضغط على إيران، ووصف بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية هذه الأنباء بأنها "حملة مسيّسة وبشعة".
وفي حلقة من برنامج "غرفة الأخبار" على قناة "سكاي نيوز عربية"، ناقش كل من الدكتور حكم أمهز، الخبير في الشؤون الإقليمية والدولية، وأندريه مورتازين، الباحث السياسي الروسي، خلفيات هذه التقارير وأبعادها، في ظل ما وصفه مراقبون بـ"تسابق دبلوماسي" بين موسكو وواشنطن لكسب الورقة الإيرانية.
نفى مورتازين بشكل قاطع وجود أي مبادرة روسية تهدف إلى الضغط على إيران، وقال: "روسيا لا تعمل كوسيط لصالح الولايات المتحدة، وتحترم سيادة إيران واستقلال قرارها النووي".
وأكد أن الحديث عن مساعٍ روسية لدفع إيران نحو اتفاق نووي "دون تخصيب" هو "مجرد تكهنات إعلامية تفتقر إلى أي معلومات رسمية"، مشددًا على أن موسكو "تدعم تسوية شاملة تحفظ حقوق إيران ضمن معاهدة عدم الانتشار النووي، ولكن دون فرض حلول من الخارج".
من جانبه، رأى الدكتور حكم أمهز أن واشنطن تحاول منذ أشهر الترويج لفكرة اتفاق مؤقت مع إيران لا يشمل حسمًا نهائيًا للملف النووي، وهو ما تعتبره طهران غير مناسب في ظل تجربة الاتفاق السابق الموقّع عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة لاحقًا.
وأضاف أن إيران "لا ترفض مبدأ التفاوض، لكنها ترفض تكرار تجربة اتفاق هش يُعلّق فيه التخصيب مقابل وعود لا تُنفّذ"، مشيرًا إلى أن "مسألة التخصيب تمسّ جوهر السيادة الإيرانية وتُعدّ ركنًا أساسيًا في عقيدتها الدفاعية".
وتأتي هذه التطورات وسط تشابك في المصالح الروسية – الإيرانية – الغربية، في وقت تسعى فيه الأطراف إلى منع تصعيد جديد في الملف النووي الإيراني، مع حرص موسكو على عدم خسارة طهران كحليف في ملفات إقليمية عدّة.