شدّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، يوم الأحد، على أن بلاده تسعى إلى تجنّب الحروب والصراعات من خلال تعزيز المسار الدبلوماسي، مؤكداً أن "الحرب لا تفيد أحداً ولا رابح فيها".
وقال بزشكيان، خلال زيارته إلى وزارة النفط الإيرانية، إن "إيران تواصل العمل على ترسيخ السلام والاستقرار والهدوء، مستندة إلى سياسة تقوم على الوحدة الداخلية والصداقة مع الجيران وسائر دول العالم".
في السياق نفسه، كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن طهران تدرس إمكانيات استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، لكنه أكّد أن القدرات العسكرية، خصوصاً الباليستية، لن تكون ضمن جدول الأعمال في أي محادثات مقبلة.
وقال عراقجي، خلال لقاء مع دبلوماسيين أجانب في طهران السبت، إن "إيران ستحافظ على قدراتها الدفاعية في كل الظروف، ولن تكون موضع تفاوض"، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس".
كما شدّد على أن إيران لن تقبل بأي اتفاق لا يتضمن الاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم، محذرًا من أن تفعيل "آلية الزناد" لإعادة فرض العقوبات الدولية "سيُنهي فعليًا الدور الأوروبي في الملف النووي".
وكانت المواجهة العسكرية التي اندلعت في 13 حزيران الفائت بين إيران وإسرائيل قد أدّت إلى تعطيل مسار المفاوضات النووية التي كانت قد بدأت في نيسان بهدف التوصّل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي ورفع العقوبات عن إيران.
وتضمنت تلك الحرب سلسلة من الضربات المتبادلة، شملت قصفًا إسرائيليًا على مواقع عسكرية ونووية في إيران واغتيال قادة وعلماء، تبعه هجوم إيراني بطائرات مسيّرة وصواريخ استهدف مواقع في إسرائيل، ثم قصف أميركي طال منشآت تخصيب في فوردو وأصفهان ونطنز.
وردّت إيران لاحقًا باستهداف قواعد عسكرية أميركية في قطر والعراق، من دون تسجيل إصابات، قبل أن يُعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 24 حزيران التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين.
وتتمحور المفاوضات النووية المتعثرة حاليًا حول مسألة تخصيب اليورانيوم، إذ تصر طهران على الاحتفاظ بحقها في التخصيب، بينما تعتبر إدارة ترامب أن أي نسبة تخصيب مرتفعة تشكّل خطًا أحمر.
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران تُخصّب اليورانيوم بنسبة تصل إلى %60، بينما ينصّ اتفاق عام 2015 على سقف %3.67، في حين أن إنتاج سلاح نووي يتطلب نسبة %90.