اقليمي ودولي

عربي21
الاثنين 14 تموز 2025 - 11:29 عربي21
عربي21

"مصنع موت"... تحقيقٌ يكشف أسرار صادمة عن سجن صيدنايا

"مصنع موت"... تحقيقٌ يكشف أسرار صادمة عن سجن صيدنايا

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تحقيق استقصائي واسع، تفاصيل صادمة عن الإعدامات الجماعية والتعذيب المنهجي الذي مارسه نظام بشار الأسد داخل سجن صيدنايا، أحد أكثر المعتقلات رعبًا في العالم، وفق وصف الصحيفة.


وبحسب الشهادات والوثائق، تحوّل السجن إلى "مصنع موت"، حيث كانت عمليات الشنق تنفذ بشكل دوري كل شهر، إذ يُنقل المعتقلون إلى غرفة الإعدام ليلاً، ويُشنق العشرات دفعة واحدة. ويصف ناجون أصوات الاختناق وتهاوي الأجساد، في مشهد يكرّر نفسه شهريًا، ويعكس وحشية ممنهجة مدعومة من السلطة.


في آذار 2023، وقعت واحدة من أكبر المجازر داخل السجن، حيث قُتل نحو 600 معتقل خلال ثلاثة أيام فقط، بحسب شهادة أحد الناجين. وجاءت هذه المجزرة بالتزامن مع مفاوضات عربية لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، في محاولة لمنح النظام شرعية دولية جديدة، رغم سجلّه المليء بجرائم الحرب.


وسجّل سقوط نظام الأسد نهاية العام الماضي نقطة تحوّل مفصلية، إذ اقتحم الثوار سجن صيدنايا، وحرروا من تبقى من السجناء، كاشفين عن حجم الرعب الذي كان يدار في الخفاء طوال أكثر من عقد.


وتشير الوثائق التي استند إليها التحقيق، إلى أن النظام احتفظ بسجلات تفصيلية لعمليات الإعدام، نقل المعتقلين، ووثائق وفاة أعدها جهازه الأمني، في نمط يشبه ما مارسه النازيون من بيروقراطية منظمة للإبادة.


يكشف التقرير شهادات 21 معتقلاً سابقًا، ومسؤولَين منشقّين من النظام شاركا في عمليات القتل، ومجموعة من خبراء جرائم الحرب الدوليين. وتصف الشهادات كيف حُرم السجناء من الطعام والماء، وتعرضوا للضرب والتجويع والانتهاكات الجنسية، وأُجبر بعضهم على شرب مياه المراحيض للبقاء على قيد الحياة.


ويشير التحقيق إلى أن عمليات الدفن تمت في مقابر جماعية جنوب وشمال دمشق، أبرزها في بلدة نجها وسهل قُطَيفة، حيث توسعت مساحة القبور الجماعية من 19 إلى 40 ألف متر مربع بين 2014 و2019، وفق صور أقمار صناعية راجعتها الصحيفة.


مع سقوط النظام، بدأت الحكومة السورية الجديدة تفكر جديًا في التحقيق بجرائم الماضي، لكنها تواجه تحديات هائلة، أبرزها الكلفة المعنوية والسياسية، والجهوزية الفنية لنبش المقابر وتحليل الحمض النووي، فضلًا عن ضرورة مراجعة انتهاكات المعارضة المسلحة أيضًا.


ويشير التقرير إلى أن الحكومة فتحت أبواب صيدنايا للمحققين الدوليين، لكنها لم تحسم بعد شكل وآليات المساءلة، في وقت تأمل فيه آلاف العائلات السورية معرفة مصير أحبّائها الذين "ضاعوا في صيدنايا".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة