اقليمي ودولي

العربية
الثلاثاء 15 تموز 2025 - 15:55 العربية
العربية

لأول مرة منذ تولي الشرع... القوات الحكومية تنتشر في السويداء وحظر تجول "حتى إشعار آخر"

لأول مرة منذ تولي الشرع... القوات الحكومية تنتشر في السويداء وحظر تجول "حتى إشعار آخر"

أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، اليوم الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق على وقف تام لإطلاق النار في مدينة السويداء، بعد يومين من الاشتباكات بين الجيش السوري ومجموعات مسلّحة محلية. وقال أبو قصرة في بيان نقله الإعلام الرسمي إن "الجيش سيتعامل مع أي استهداف من قبل الخارجين عن القانون"، مشيرًا إلى بدء سحب الآليات الثقيلة وخفض عديد القوات في محيط المدينة.


وقال الوزير إن القرار جاء بعد اتفاق مع وجهاء وأعيان السويداء، وأن تعليمات صارمة صدرت للقوات المنتشرة في المدينة تقضي بتأمين السكان وحماية الممتلكات العامة والخاصة. وأضاف أنه سيجري تسليم الأحياء تدريجياً لقوى الأمن الداخلي بعد الانتهاء من عمليات التمشيط.


وأشار أبو قصرة إلى أن الشرطة العسكرية السورية ستبدأ انتشارها داخل المدينة لضبط سلوك العناصر العسكرية ومحاسبة أي تجاوزات. وتزامن ذلك مع إعلان وزارة الداخلية السورية فرض حظر تجول في شوارع مدينة السويداء "حتى إشعار آخر"، في خطوة تهدف إلى تثبيت الاستقرار واحتواء أي توتر متبقٍّ في المدينة ذات الغالبية الدرزية.


من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية، العقيد حسن عبد الغني، في تصريحات خاصة لقناتي "العربية" و"الحدث"، إن الجيش سيبقى خارج المدينة بعد إنهاء عمليات التمشيط، وإن الهدف من انتشار الشرطة العسكرية هو "ضبط السلوك" وضمان استقرار الأوضاع.


وأكد المتحدث أن المؤسسات الرسمية عادت إلى السويداء، وأنه سيتم دعم قوى الأمن الداخلي عند الحاجة، مشددًا على أن الجيش مستمر في ملاحقة "المجموعات الخارجة عن القانون" في محيط المدينة، داعيًا الأهالي إلى الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة داخل الأحياء.


وأشار عبد الغني إلى أن 18 عنصراً من الجيش السوري قضوا في الاشتباكات الأخيرة نتيجة هجمات شنّتها مجموعات مسلحة، وهو ما اعتبرته وزارة الدفاع تهديداً جدياً للأمن المحلي.


وتأتي هذه التطورات بعد دخول القوات السورية إلى مدينة السويداء لأول مرة منذ تولي الرئيس السوري أحمد الشرع الحكم، عقب سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول الماضي. وكان هذا الدخول قد أثار انقساماً داخل الأوساط الدرزية، حيث رحب به بعض الوجهاء تحت عنوان "إعادة الانتظام المدني"، بينما أعرب آخرون عن تحفظهم، ما أدى إلى تراجع بعض الزعامات الدينية عن مواقفهم المرحبة سابقًا.


وسبق دخول القوات الحكومية إلى المدينة حالة من التوتر الأمني والاشتباكات العنيفة بين الجيش ومجموعات مسلحة محلية، بالتزامن مع دعوات صادرة عن مشايخ العقل وزعامات درزية بارزة طالبت المقاتلين بإلقاء السلاح والسماح للجيش بالدخول بهدف ضبط الوضع.


وكانت وزارة الدفاع قد حذرت، في بيان، من أن "المجموعات الخارجة عن القانون تحاول الهروب من المواجهة عبر التمركز في وسط المدينة"، داعية السكان إلى التزام المنازل لحين استكمال العملية الأمنية.


وتُعدّ هذه الأحداث تطوراً نوعياً في المشهد الأمني السوري، خصوصاً أن السويداء بقيت طيلة السنوات الماضية خارج سيطرة الدولة المركزية المباشرة، وتمتعت بحكم ذاتي شبه غير معلن، وسط توازن حساس بين المجموعات المحلية والسلطات الرسمية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة