شهدت الحدود السورية – الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، توتّرًا أمنيًا متصاعدًا، في ظلّ أحداث متسارعة تزامنت مع تصعيد القتال في محافظة السويداء، حيث أسفرت المواجهات عن استشهاد العشرات خلال الأيام الماضية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد "عشرات المشتبه بهم" وهم يحاولون التسلّل من الأراضي السورية قرب قرية حضر في الجولان المحتل، مشيرًا إلى أنه يعمل على "منع التسلّل وتفريق الحشود". كما أفاد بعبور عدد من المواطنين الإسرائيليين السياج الحدودي في مجدل شمس باتجاه سوريا، وأن قواته "تحاول إعادتهم بسلام".
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، اندلعت أعمال شغب قرب السياج الأمني، وسط أنباء عن عبور عشرات المواطنين الدروز إلى الأراضي السورية، في خطوة غير مسبوقة في المنطقة التي تضم قرى درزية على طرفَي الحدود.
وفي دمشق، أكدت الرئاسة السورية في بيان أنها "تتابع باهتمام بالغ الانتهاكات المؤسفة" التي شهدتها محافظة السويداء، متعهّدة بمحاسبة المتورطين، والتزام الدولة بإجراء تحقيقات شاملة.
وتأتي هذه التطورات بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس توجيه ضربات إلى مواقع تابعة للجيش السوري وشحنات أسلحة أُدخلت إلى السويداء، رغم طلب أميركي رسمي بوقف العمليات، وفق ما نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول في إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وفي تصعيد مباشر، هدد كاتس بمواصلة الضربات قائلاً: "يجب على النظام السوري إطلاق سراح الدروز وسحب قواته فورًا من السويداء"، مؤكداً أن إسرائيل "لن تتخلى عن الدروز وستواصل تطبيق سياسة نزع السلاح".
وأضاف: "سنواصل مهاجمة قوات النظام حتى تنسحب من المنطقة، وسنرفع مستوى الرد قريبًا إذا لم تُفهم الرسالة"، في إشارة إلى إمكانية توسيع العمليات العسكرية.
وكانت السويداء قد شهدت في الأيام الماضية اشتباكات عنيفة بين مجموعات درزية وقبائل بدوية، أدّت إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، ما دفع الجيش السوري إلى فرض طوق أمني مشدد في المدينة.
وردًا على دخول القوات الحكومية إلى المحافظة، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت مواقع للجيش السوري، قالت تل أبيب إنها تهدف إلى "حماية الطائفة الدرزية".
وفي وقت متأخر، أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بعد اجتماعات مع قادة محليين لم تُكشف هوياتهم، مشيرًا إلى انتشار وحدات من الشرطة العسكرية لضبط الأمن. غير أن وزارة الدفاع السورية أعلنت الأربعاء أن "مجموعات مسلّحة خارجة عن القانون" استأنفت الهجمات، ما استدعى ردًا من القوات الحكومية، بحسب ما نقلت وكالة "سانا" الرسمية.
من جهته، أعرب المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، عن "قلق بلاده من التصعيد"، مؤكدًا في منشور على منصة "إكس" أن واشنطن "تعمل بنشاط مع جميع الأطراف لتحقيق التهدئة ومواصلة المناقشات البناءة"، داعيًا إلى حلّ سلمي يشمل الحكومة السورية والدروز والقبائل البدوية و"الجهات الأخرى المعنية".