عبّرت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، عن قلقها البالغ إزاء الغارات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي السورية، مؤكدةً أنها تجري اتصالات مع الأطراف المعنية في محاولة لاحتواء التصعيد ووقف القتال.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في تصريح صحافي: "نتحدث مع جميع الأطراف المعنية ونريد وقف القتال". وأضاف: "نشعر بقلق بالغ إزاء الضربات الإسرائيلية في سوريا، ونأمل أن نحصل على إحاطة عن الوضع لاحقًا".
وفي السياق نفسه، كشف مسؤول أميركي كبير أن إدارة الرئيس دونالد ترامب طلبت من إسرائيل، اليوم الأربعاء، "وقف الهجمات في سوريا وفتح حوار مباشر مع الحكومة السورية بهدف تهدئة التوترات".
وتأتي هذه التصريحات في وقت نشرت فيه الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي مشاهد لعمليات القصف الجوي على دمشق، مؤكدًا أن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف مقر الأركان العامة التابع للجيش السوري في العاصمة، إضافةً إلى "هدف جوي قرب القصر الرئاسي".
وقال أدرعي: "يواصل الجيش ضرب أهداف عسكرية للنظام السوري في دمشق"، مضيفًا أن القيادة العسكرية السورية "تُرسل قواتها إلى السويداء من مقر الأركان"، متوعدًا باستمرار الضربات "وفقًا لتوجيهات المستوى السياسي"، ومشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي "يراقب الأنشطة ضد المدنيين جنوب سوريا، ويبقى في حالة تأهّب لكافة السيناريوهات".
وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد دراماتيكي تشهده محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، حيث اندلعت خلال الأيام الماضية اشتباكات عنيفة بين فصائل محلية وعشائر بدوية، أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 شخص.
وعقب تلك المواجهات، دخلت القوات السورية إلى المدينة بهدف فرض وقف لإطلاق النار تم التوصل إليه بالتنسيق مع وجهاء محليين، غير أن مصادر إسرائيلية اتهمت دمشق بـ"خرق التفاهم المسبق" الذي كان يقضي بعدم إدخال أسلحة ثقيلة إلى السويداء، مؤكدة أن أي حشد عسكري على الحدود الجنوبية "لن يُسمح به".