اقليمي ودولي

الشرق الأوسط
الخميس 17 تموز 2025 - 09:14 الشرق الأوسط
الشرق الأوسط

"أطرافٌ خارجية تسعى لتخريبه"... الشيخ جربوع يكشف تفاصيل اتفاق وقف النار في السويداء

"أطرافٌ خارجية تسعى لتخريبه"... الشيخ جربوع يكشف تفاصيل اتفاق وقف النار في السويداء

كشف شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا، الشيخ يوسف جربوع، في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن الاتفاق الذي أُعلن عنه لوقف إطلاق النار في مدينة السويداء تمّ التوصل إليه بين "دار طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا"، ممثلة بالشيخين يوسف جربوع وحمود الحناوي، من جهة، والحكومة السورية ممثلة بقائد قوات الأمن الداخلي في السويداء العميد أحمد الدالاتي، وعدد من المسؤولين الأمنيين من بينهم شخصية محلية تُعرف باسم "أبو البراء"، من جهة ثانية.


وأوضح جربوع أن الاتفاق جاء بهدف إنهاء الاشتباكات العنيفة التي اندلعت خلال الأيام الماضية، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى، وتهديد استقرار المحافظة ذات الغالبية الدرزية.

الاتفاق الذي اطّلعت عليه "الشرق الأوسط" نصّ على الوقف الفوري والشامل للعمليات العسكرية، والتزام الأطراف المعنية بوقف أي تصعيد ضد الحواجز الأمنية أو القوى الحكومية. كما تضمن تشكيل لجنة مراقبة مشتركة من الدولة السورية ووجهاء الطائفة الدروز، للإشراف على حسن تنفيذ الاتفاق وضمان الالتزام به ميدانياً.


وشدّد جربوع على أن التوافق تم عبر المراسلات، بسبب الأوضاع الأمنية التي تعيق اللقاءات المباشرة، مؤكداً أن "الوضع الميداني لا يسمح بالتنقّل الآمن لعقد اجتماعات شاملة".

ورداً على سؤال حول موقف المرجع الديني البارز الشيخ حكمت الهجري، أوضح جربوع أن "الشيخ الهجري ليس طرفاً في الاتفاق، لأن له توجهاً آخر"، مشيراً إلى أن "دار طائفة المسلمين الموحدين" تضم شيوخ العقل الثلاثة، لكنه لم يشارك في التفاهم الحالي.


ولم يتأخر الشيخ الهجري في الرد، إذ أصدر بياناً حاد اللهجة أكد فيه أن "لا وجود لأي اتفاق أو تفاوض أو تفويض مع من أسماهم العصابات المسلحة التي تُسمي نفسها زوراً حكومة". واعتبر أن أي جهة أو شخصية تتواصل أو تبرم اتفاقات بشكل منفرد "ستُعرّض نفسها للمحاسبة القانونية والاجتماعية، دون استثناء أو تهاون".


ومن أبرز بنود الاتفاق:

-وقف شامل وفوري لجميع العمليات العسكرية، والتزام الأطراف كافة بوقف التصعيد.

-تشكيل لجنة مراقبة مشتركة من الدولة ووجهاء الطائفة للإشراف على تنفيذ وقف النار.

-تنظيم وضع السلاح الثقيل بما يضمن إنهاء المظاهر المسلحة خارج إطار مؤسسات الدولة.

-تحقيق الاندماج الكامل لمحافظة السويداء ضمن بنية الدولة السورية.

-إعادة تفعيل مؤسسات الدولة في كل مناطق المحافظة.

-تشكيل لجنة تقصّي حقائق للتحقيق في الجرائم والانتهاكات.

-تأمين طريق دمشق – السويداء من قبل قوات الدولة، وضمان سلامة المسافرين.


هذا التباين بين المرجعيات الدينية يسلّط الضوء على الانقسام القائم داخل الطائفة الدرزية في السويداء، لا سيما في ما يخص العلاقة مع الدولة السورية وكيفية معالجة الأزمة الأمنية المتفاقمة.

وكانت الاشتباكات في السويداء قد اندلعت الأحد الماضي، بين مجموعات مسلحة من أبناء الطائفة الدرزية ومقاتلين من عشائر البدو، وتوسعت خلال أيام قليلة لتطال أحياء متفرقة من المدينة. وتدخل الجيش السوري يوم الإثنين لمحاولة احتواء الفوضى، قبل أن تُعلن الحكومة، الأربعاء، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، هو الثاني من نوعه خلال 48 ساعة.


وشهدت المدينة تصعيداً ميدانياً متزامناً مع ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع حكومية قرب دمشق، تحت ذريعة "حماية الدروز"، ما دفع مراقبين إلى التحذير من تحول السويداء إلى ساحة مواجهة إقليمية بالوكالة، في ظل اتهامات متبادلة ومحاولات خارجية لتوظيف الأزمة.

الشيخ جربوع أعرب عن أمله بأن يكون الاتفاق الجديد مدخلاً لتهدئة طويلة الأمد، لكنه حذّر في الوقت نفسه من "أطراف خارجية تسعى إلى التخريب"، دون أن يسميها.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة