قالت صحيفة "بوليتيكو": إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أحدث تحوّلاً غير قابل للرجوع في بنية النظام العالمي، مع تغييرات جوهرية في مجالات التجارة والتعاون العسكري والسياسي، يُتوقع أن تستمر تداعياتها لعقود.
ونقلت الصحيفة عن مشاركين في منتدى أسبن الأمني، بينهم مسؤولون أميركيون وأجانب حاليون وسابقون، إضافة إلى قادة شركات وخبراء، أن إدارة ترامب وجّهت ضربة قوية للتفاهمات التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية، ولا سيما تلك المرتبطة بالتجارة الحرة والتعاون الدولي طويل الأمد.
وأوضح الخبراء، أن المؤسسة السياسية كانت خلال الولاية الرئاسية الأولى لترامب، تعتقد بإمكانية التأثير على قراراته، كما كان يُنظر إلى قراراته بأنها قابلة للإلغاء فور مغادرته المنصب. إلا أن واقع اليوم، بحسب المشاركين، يشير إلى أن التغييرات التي فرضها باتت عميقة، فيما تبذل النخب الحاكمة جهوداً لصياغة استراتيجية جديدة تستطيع التأثير على مسار الإدارة الحالية.
في السياق نفسه، دعت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس إلى الاعتراف بأن العالم "لن يعود على الأرجح إلى ما كان عليه قبل تلك التغييرات"، مشيرة إلى أن النظام الدولي دخل مرحلة جديدة تتطلب رؤية مغايرة.
وفي وقت سابق، نشرت مجلة "فورين أفيرز" تقريراً أفاد بأن ترامب يسعى إلى تحقيق تقارب استراتيجي مع الصين وروسيا، لا من باب المواجهة أو التهميش، بل بهدف التوصل إلى تفاهم مشترك يؤسس لنظام عالمي جديد يقوم على تقاطع المصالح لا الصراع.