أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، يوم الأحد، أن روسيا مستعدة للمضي بسرعة نحو تسوية الأزمة الأوكرانية، مشيراً إلى أن الأولوية لموسكو تبقى تحقيق أهدافها، لكن وتيرة هذه العملية لا تعتمد على روسيا وحدها.
وقال بيسكوف، في حديث إلى الصحافي الروسي بافيل زاروبين، نقلته وكالة "تاس"، إن "روسيا مستعدة للمضي بسرعة في مسألة التسوية في أوكرانيا. الأهم بالنسبة لنا هو تحقيق أهدافنا. أهدافنا واضحة وجلية ولم تتغير. لكن العملية لا تعتمد علينا وحدنا".
على الصعيد الميداني، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان اليوم الأحد، أن قوات الدفاع الجوي أسقطت 93 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليلة الماضية، في واحدة من أكبر موجات الهجمات الجوية التي تتعرض لها الأراضي الروسية.
وأوضح البيان أنه "بين الساعة 23:30 من مساء 19 تموز حتى الساعة 7:00 من صباح 20 تموز بتوقيت موسكو، تم اعتراض وتدمير 93 طائرة مسيرة أوكرانية"، مشيرًا إلى أن 38 منها أسقطت فوق مقاطعة بريانسك، و19 فوق مقاطعة موسكو، بينها 16 كانت متجهة إلى العاصمة، و11 فوق كالوجا، و8 فوق تولا، و5 فوق أوريول، و5 فوق نيجني نوفغورود، و3 فوق البحر الأسود، وطائرتين فوق كورسك، وطائرة واحدة في كل من بيلغورود وريازان.
بموازاة ذلك، لا يزال ملف المفاوضات بين موسكو وكييف في حالة جمود، رغم محاولات جديدة لدفعه إلى الأمام. ونقلت "تاس" عن مصدر روسي قوله إن موعد الجولة الجديدة من المفاوضات "لم يُحدد بعد"، وإن "الاتفاق على المواعيد سيتم لاحقًا".
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أعلن السبت أن كييف اقترحت عقد جولة جديدة من محادثات السلام مع موسكو الأسبوع المقبل، بعد فشل جولات سابقة في أيار وحزيران الماضيين عقدت في إسطنبول، ولم تسفر سوى عن عمليات تبادل للأسرى وجثث العسكريين.
وترفض كييف شروط موسكو التي تتضمن التنازل عن مزيد من الأراضي ورفض الدعم العسكري الغربي، وسبق أن وصفتها بـ"غير المقبولة"، مشككة في جدوى أي مفاوضات إذا لم تتضمن استعداداً روسياً لتقديم تنازلات.
وفي وقت سابق من تموز الجاري، أعرب الكرملين عن انفتاحه على مواصلة المحادثات، بعد أن أمهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب روسيا 50 يوماً للتوصل إلى اتفاق سلام، ملوّحًا بفرض عقوبات إضافية إذا لم يتحقق ذلك، ومتعهدًا بتقديم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، بدعم من شركاء حلف شمال الأطلسي (ناتو)، في ظل تصاعد الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية.