أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أنّ بلاده لن تتخلى عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم، رغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل، والتي شهدت مشاركة أميركية مباشرة عبر قصف ثلاث منشآت نووية في 13 حزيران الماضي.
وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، قال عراقجي: "البرنامج متوقف حالياً بسبب الأضرار الكبيرة، لكن من الواضح أننا لن نتخلى عن التخصيب، فهو إنجاز علمي مهم لعلمائنا، والأهم من ذلك، هو مسألة كرامة وطنية".
وأشار إلى أنّ هيئة الطاقة الذرية الإيرانية هي الجهة المخوّلة بمتابعة تقييم حجم الخسائر، قائلاً: "لا أعلم ما الذي حصل للمواد النووية أو لليورانيوم المخصّب بعد القصف، والهيئة هي من تتولى هذا الملف حالياً".
وعن مستقبل المحادثات مع واشنطن، لفت عراقجي إلى أنّ إيران "منفتحة على الحوار، لكن ليس بشكل مباشر في المرحلة الراهنة"، مشيراً إلى أنّ محادثات نووية ستُعقد مع الدول الأوروبية الثلاث – فرنسا، بريطانيا، وألمانيا – يوم الجمعة المقبل في إسطنبول.
وشدّد عراقجي، في تصريحات له على هامش اجتماع مجلس الوزراء الإيراني الأحد، على أنّ بلاده "ستكون أكثر صلابة في التفاوض مع الأوروبيين بعد الحرب"، مضيفاً: "من الضروري أن يدرك الأوروبيون موقفنا بوضوح، ولدينا الكثير من العمل خلال هذا اللقاء".
في السياق، أجرى عراقجي يوم الجمعة مكالمة هاتفية مع نظرائه في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، حيث لوّح الأوروبيون خلال الاتصال بإمكانية تفعيل آلية "العودة السريعة" (Snapback) لإعادة فرض العقوبات على طهران، إذا لم تستأنف الأخيرة المحادثات قريباً.
وكانت طهران وواشنطن قد انخرطتا في جولات تفاوض نووي غير مباشرة بوساطة سلطنة عُمان، قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية على إيران، والتي استمرت 12 يوماً وأدت إلى انهيار المحادثات بشكل تام.
ويُذكر أنّ الاتفاق النووي المعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة" والموقّع عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، فرض قيوداً صارمة على البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات. إلا أنّ الاتفاق بدأ بالانهيار في العام 2018، عقب انسحاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات على طهران.