عاد ملف البرنامج النووي الإيراني إلى الواجهة مجدداً، وسط تقديرات متضاربة حول حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضربات الأميركية – الإسرائيلية الأخيرة. وبينما تواصل وكالات الاستخبارات الأميركية تقييم الأثر الكامل للهجوم، تؤكد طهران أن منشآتها تعرّضت لأضرار "جسيمة وفادحة"، لكنها لن تتراجع عن مواصلة تخصيب اليورانيوم.
وفي هذا السياق، علّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، على تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي جدّد تمسّك بلاده بحقها في تخصيب اليورانيوم، قائلاً إن "واشنطن قد تكرّر الضربات على إيران إذا لزم الأمر".
وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، قال عراقجي إن "منشآتنا النووية تعرّضت لقصف مباشر وأضرارها بليغة، والهيئة الإيرانية للطاقة النووية ما زالت تُقيّم حجم الخسائر". وأضاف: "لا أعلم ما مصير المواد النووية أو اليورانيوم المخصّب بعد الهجوم، فهذا الملف بيد الهيئة".
ورغم توقّف عمليات التخصيب مؤقتاً بسبب الأضرار، شدّد عراقجي على أنّ إيران "لن تتخلى عن برنامج التخصيب النووي"، واصفاً إياه بـ"الإنجاز العلمي" و"المسألة الوطنية".
وفي تطوّر لافت، أبدى عراقجي انفتاح طهران على إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، شرط أن لا تكون مباشرة في المرحلة الراهنة، رغم الأجواء المتوترة والتشاؤم السائد في الأوساط الإيرانية في الأيام الماضية.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أعلنت الإثنين أنّ طهران ستعقد محادثات نووية مع ثلاث قوى أوروبية – بريطانيا، فرنسا، وألمانيا – في مدينة إسطنبول يوم الجمعة القادم، في محاولة لإعادة تحريك مسار التفاوض.
وتجدر الإشارة إلى أن إيران والولايات المتحدة كانت قد عقدتا جولات تفاوض سابقة بوساطة سلطنة عُمان، قبل أن تشن إسرائيل حرباً على إيران استمرت 12 يوماً، بدأت في 13 حزيران، وأسفرت عن تدمير منشآت نووية عدة وإنهاء مسار المحادثات مؤقتاً.