كشفت "القناة 14" العبرية عن ما وصفته بـ"خطة عملاقة" يجري إعدادها بسرية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، لما بعد الحرب على غزة، وتهدف إلى رسم خارطة اقتصادية جديدة تربط الشرق بالغرب، في مشروع استراتيجي ضخم يعتبره معدّوه الرد الأميركي على مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.
وبحسب تقرير الصحافي تامير موراج، فإن الخطة التي تمّت بلورتها خلال اجتماعات مطوّلة في البيت الأبيض ومحادثات هاتفية متكررة بين واشنطن ونيودلهي وتل أبيب، تقوم على إقامة تحالف دبلوماسي–اقتصادي–طاقوي بين الهند، إسرائيل، دول الخليج، وأوروبا، عبر ممرّ تجاري يمتد من الشرق الأقصى مرورًا بالشرق الأوسط، وصولًا إلى الغرب.
وبحسب التقرير، تبلغ القيمة الإجمالية للمشروع مئات مليارات الدولارات، ويشمل موانئ بحرية، مطارات، سكك حديدية، وطرقات سريعة لنقل البضائع عبر شبكة لوجستية بديلة لتلك التي تسيطر عليها بكين. ويُفترض أن تحتل إسرائيل دوراً مركزياً في هذا الممر، نظراً إلى موقعها الجغرافي بين آسيا وأوروبا، ما سيحولها إلى "نقطة وصل استراتيجية" بحسب القناة.
ويؤكد التقرير أن المشروع لا يمكن أن يرى النور ما لم تُنهِ إسرائيل الحرب في غزة، إذ أن مشاركة دول الخليج، لا سيما السعودية، تظل مرهونة بتوقف القتال، خصوصاً أن هذه الدول تُعدّ أساسية لتمويل المشروع وإنجاحه بفضل طاقتها وموقعها.
ومن هذا المنطلق، ترى القناة أن نتنياهو يواجه ضغوطاً شديدة تجمع بين أهداف متعارضة: السعي لتحرير الأسرى الإسرائيليين، إضعاف أو القضاء على حماس، وفي الوقت نفسه دفع خطة ترامب الاقتصادية الطموحة، التي يعتبرها شركاؤه "أكبر مشروع اقتصادي شهده العالم".
ويأتي هذا التقرير في وقت تتواصل فيه مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، بوساطة أميركية وقطرية ومصرية، وسط تلويح أميركي بنفاد الصبر من تأخر الردود، وتمسك حركة "حماس" بشروط متعلقة بانسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق الجنوب.
الخطة التي يعمل عليها ترامب تُشكّل امتداداً لرؤية أوسع لتعزيز النفوذ الأميركي في النظام العالمي الجديد، في مواجهة النفوذ الاقتصادي المتزايد للصين، التي استثمرت خلال العقد الأخير أكثر من تريليون دولار في إنشاء بنى تحتية للنقل عبر مبادرة "الحزام والطريق" في عشرات الدول، وهو ما يمنح بكين امتيازات تجارية وسياسية أثارت قلق واشنطن وحلفائها.