المحلية

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 22 تموز 2025 - 08:42 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

حرفوش: المقيم يعاني والمغترب يدفع... أوقفوا هذه المعادلة الخبيثة

حرفوش: المقيم يعاني والمغترب يدفع... أوقفوا هذه المعادلة الخبيثة

"ليبانون ديبايت"


شدد مؤسس مبادرة “جمهورية لبنان الثالثة” عمر حرفوش، في مقابلة خاصة مع "ليبانون ديبايت"، على أن اقتراع المغتربين ليس ترفًا سياسيًا ولا بندًا تفاوضيًا، بل حقٌ دستوريّ طبيعي لا يجوز مصادرته أو تجزئته.


واعتبر أن من يحمل الجنسية اللبنانية، وإن كان يعيش في الخارج، يبقى مواطنًا كاملاً بكل ما للكلمة من معنى، ومن غير المقبول حصر تمثيله بستة نواب فقط موزّعين على القارات، وكأنّه كيان منفصل عن لبنان.


ويرى حرفوش أنّ المشكلة لا تكمن فقط في القانون، بل في العقلية السياسية التي تتعامل مع صوت المغترب كأداة للاستثمار الانتخابي. فهناك من يخشى من تأثير أصوات الاغتراب على نتائج الانتخابات، فيسعى إلى تقليص حضورهم، وهناك من يسعى إلى توسيع تمثيلهم طمعًا في دعمهم، لكن قلّة فقط تنظر إليهم بصفتهم شركاء فعليين في تقرير مصير الوطن.


ويشير حرفوش إلى أنّ المغتربين لم يغادروا لبنان بإرادتهم، بل دفعتهم إلى ذلك الأزمات المتراكمة. ومع ذلك، لم ينقطعوا عن دعم البلد، بل أودعوا أموالهم في مصارفه، واستثمروا فيه، وساهموا في تحريك اقتصاده، ووقفوا إلى جانب عائلاتهم في أصعب الظروف. فمن غير المنطقي أن يُحرموا من حقّهم في اختيار ممثليهم في المجلس النيابي، وهو الجهة التي تشرّع وتقرّر في مصير القوانين الاقتصادية والمالية التي تمسّهم مباشرة.


وفي مقاربة لافتة، يرى حرفوش أنّ هذه القضية تسلّط الضوء على طبيعة العلاقة بين اللبناني المقيم والمغترب، واصفًا إيّاها بأنها علاقة مصلحية غير متوازنة تخدم بقاء المنظومة. فالمواطن المقيم، في ظل الأزمات المستمرة، يعتمد شهريًا على دعم المغترب لتأمين الحد الأدنى من المعيشة، من طبابة وتعليم وحاجات يومية. وهذا الواقع يريح الطبقة الحاكمة التي تستفيد من هذا التوازن القائم على الانهيار، فتُبقي الأزمات بلا حلول، لأنّها تعلم أن المغترب سيُعوّض ما تعجز الدولة عن تقديمه.


ويحذّر حرفوش من هذا النمط في العلاقة، لأنّه يكرّس الاستسلام ويُبقي المواطن رهينة للزعامات التي تسبّبت بالأزمات نفسها. ويؤكّد أن السبيل الوحيد للخروج من هذه الحلقة هو الوعي السياسي الحقيقي، والمساءلة الفعلية عبر صناديق الاقتراع. فعلى كل من المقيم والمغترب أن يُدرك أن صوته لا يجب أن يُمنح لمن أبقاه محتاجًا أو مهاجرًا.


ويُشدّد على أن المغترب ليس كيانًا خارجيًا، بل هو امتداد حيّ للهوية اللبنانية، وله الحق الكامل في المشاركة في صناعة القرار. فله عائلة، واستثمارات، ومشاريع، وارتباط دائم بلبنان، ويتأثّر بكل ما يحصل فيه من قرارات وسياسات. ويختم حرفوش بالقول: "اقتراع المغتربين ليس مِنّة من أحد، ولا ترفًا سياسيًا. هو حقٌ مكتمل، لا يجوز اختصاره، ولا يمكن تأجيله، لأنّ المشاركة السياسية الكاملة هي أول خطوة في بناء وطن لا يُقصي أبناءه، ولا يستثمر غربتهم للبقاء في سلطته".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة