حذر المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك، الرئيس السوري أحمد الشرع من أنّ البلاد تواجه خطر فقدان الدعم الدولي والتفكك الداخلي، ما لم يتم إعادة تقييم السياسات المعتمدة وتبنّي نهج أكثر شمولاً ومرونة.
وفي مقابلة مع وكالة "رويترز" من بيروت، قال باراك إنه نصح الشرع في لقاءات خاصة بـ"إعادة النظر في هيكل الجيش ما قبل الحرب، وتقليص التلقين الإسلامي، واللجوء إلى دعم أمني إقليمي"، معتبراً أن "غياب التغيير السريع قد يؤدي إلى فقدان الزخم السياسي الذي حمله إلى الحكم".
وأوضح باراك: "الشرع بحاجة لأن يتأقلم بسرعة. وإذا لم يفعل، فسيفقد الطاقة التي كانت تدفعه. الصواب هو التخلي عن النهج غير المجدي".
وكان الشرع، القيادي السابق في تنظيم القاعدة، قد تولى الحكم في سوريا بعد إطاحة جماعات مسلحة بقيادته بالرئيس السابق بشار الأسد في كانون الأول ٢٠٢٤، بعد أكثر من ١٣ عاماً من الحرب.
ورغم أن الشرع وعد بحماية الأقليات، إلا أن هذا التعهّد واجه تحديات جدية، بدءًا بعمليات القتل الجماعي التي طالت أفرادًا من الطائفة العلوية في آذار الماضي، مروراً بـ الاشتباكات الأخيرة في السويداء بين الدروز والعشائر البدوية، والتي تدخلت فيها إسرائيل عبر غارات جوية قالت إنها لمنع "مجزرة جماعية".
وأكد باراك أن على الحكومة الجديدة "التحرك سريعاً لدمج الأقليات في البنية الحاكمة"، نافياً في الوقت نفسه اتهام قوات الشرع بارتكاب انتهاكات بحق الدروز، مشيراً إلى احتمال تنكر مسلحي داعش بزي القوات الحكومية، قائلاً: "الفيديوهات المتداولة غير موثوقة".
وأضاف أن "القوات السورية لم تدخل المدينة، وهناك اتفاق مع إسرائيل بعدم دخولها، والفظائع المرتكبة ليست من صنع النظام".
وحذر المبعوث الأميركي من غياب خطة بديلة في حال فشل النظام الحالي، قائلاً: "إذا فشل هذا النظام، لا يوجد خليفة جاهز، وقد نشهد سيناريو أسوأ من ليبيا أو أفغانستان".
وفي ما يتعلق بالغارات الإسرائيلية، أكد باراك أن واشنطن لا تدعمها، مشيراً إلى أنها "زادت من ارتباك المشهد السوري"، ودعا إسرائيل إلى الحوار مع الزعماء السنّة الجدد، مشدداً على أن بلاده يمكن أن تلعب دور الوسيط الصادق.
وختم باراك بالتأكيد على أن الولايات المتحدة لا تملي الشكل السياسي لسوريا، مضيفاً: "إذا قرر السوريون اعتماد حكومة فيدرالية فهذا خيارهم. الجميع بحاجة إلى التكيف".