تتزامن هذه الزيارة مع زيارة الموفد الأميركي توم باراك إلى لبنان، التي تسلّم خلالها الرد اللبناني على الملاحظات الأميركية عقب الرد الأول على الورقة التي ترسم خارطة طريق لحل أميركي افتراضي للصراع بين لبنان وإسرائيل، إضافة إلى مطالب أميركية حاسمة بشأن تسليم السلاح والقيام بالإصلاحات الاقتصادية.
من هذا المنطلق، تأخذ الزيارة بعدًا هامًا، كما تؤكد مصادر متابعة لأجواء التحضيرات، حيث كشفت عن سلسلة ملفات سيتناولها الرئيس سلام في زيارته، منها الإصلاحات، والمساعدات، والمؤتمر الذي تحاول فرنسا عقده لإعادة الإعمار في الخريف المقبل، بالإضافة إلى موضوع الإصلاحات وإعادة هيكلة المصارف التي تحاول فرنسا متابعتها، والملف الأبرز بالطبع، وهو الملف الأمني المتعلق بالوضع في الجنوب.
وتلفت المصادر إلى أن موضوع التمديد لليونيفيل سيأخذ حيزًا من النقاش، لا سيما مع استمرار الحملة الإسرائيلية بالضغط على الأميركيين لرفض التمديد.
كما سيعرض الرئيس سلام، الذي يلتقي الرئيس إيمانويل ماكرون، نتائج زيارة الموفد الأميركي الحالية إلى بيروت، وما حملته من تعليمات أميركية صارمة بشأن السلاح، ومصارحته اللبنانيين بأن الولايات المتحدة لا يمكنها تقديم ضمانات لمنع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان.
وترجح المصادر أن يطلب الرئيس سلام من الرئيس ماكرون أن تكون فرنسا هي الضامنة لأي اتفاق يقضي بانسحاب إسرائيل ووقف الاعتداءات مقابل حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
ولا تستبعد المصادر أن تبادر فرنسا إلى محاولة لعب هذا الدور، لما يعنيه لبنان لها، خصوصًا أنه يشكل النقطة الأخيرة من الوجود الفرنسي في المنطقة، إضافة إلى العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، ولكن المصادر تشكك في احتمال نجاحها في هذا الأمر.