واعتبرت واشنطن أن استمرارها في عضوية هذه المنظمة الدولية لا يصب في مصلحتها الوطنية. هذا الانسحاب ليس الأول للولايات المتحدة من المنظمة، وفق ما يؤكده السفير السابق والعضو السابق في المجلس التنفيذي لليونيسكو خليل كرم في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، بل هي المرة الثالثة، مذكّرًا أن الانسحاب الأول كان في عهد الرئيس الراحل رونالد ريغن، لتعود في عهد الرئيس بوش، حيث أقامت لورا بوش احتفالًا بمناسبة هذه العودة. وفي المرة الثانية، انسحب دونالد ترامب من المنظمة خلال فترة ولايته الأولى، قبل أن تعود الولايات المتحدة لتقديم طلب الانضمام في عهد الرئيس جو بايدن، وقد احتفت زوجته جيل بايدن المهتمة بالشأن الثقافي والتربوي كثيرًا بهذه العودة التي جاءت بعد خمس سنوات من الانقطاع.
لكن ما يلفت السفير كرم هو أن الأسباب اليوم التي تحجّجت فيها الولايات المتحدة للانسحاب مستغرَبة، فهي ادعت أن المنظمة متحيّزة ضد إسرائيل وتعادي السامية، في حين أن المديرة العامة لليونيسكو أودري أزولاي هي يهودية الأصل، ووالدها اندريه أزولاي يهودي وكان مستشاراً أساسياً لملك المغرب الراحل الحسن الثاني ، وبالتالي كيف تكون المنظمة معادية للسامية وعلى رأسها امرأة يهودية؟ إلا أن الحقيقة أن ترامب يأخذ على المنظمة اعترافها بالدولة الفلسطينية.
أما عن تداعيات هذا الانسحاب، فيطمئن كرم إلى وجود خطة "ب" فيما يتعلق بموضوع التمويل، لا سيما أن هذا الانسحاب تكرّر أكثر من مرة. ويذكّر بأن إسرائيل خرجت من المنظمة منذ زمن بعيد ولم تعد إليها أبدًا، فيما ساير عدد من الدول الولايات المتحدة وخرجوا من المنظمة.
إلا أن السفير كرم يشير إلى نقطة هامة، وهي أن خروج الولايات المتحدة ليس كاملًا، فهي لا تزال في مديرية المحيطات ومركز التراث العالمي داخل المنظمة، ولا يستبعد أن تعود الولايات المتحدة إلى المنظمة بعد فترة، لا سيما أن التجارب السابقة شاهدة على هذا الأمر.