مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية باستئناف العدوان على إيران، تتزايد الاستخلاصات الإسرائيلية حول نتائج "الحرب الأولى" التي اندلعت في حزيران 2025، وسط قناعة متنامية بأن المواجهة المقبلة باتت مسألة وقت.
وقال الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، الجنرال غيورا آيلاند، إن الإسرائيليين "يحيون مرور شهر على نهاية حرب الـ12 يوماً مع إيران، لكنّ من المرجّح أن نُطلق عليها لاحقاً اسم حرب إيران الأولى، لأنها على الأرجح لن تكون الأخيرة". وأضاف في مقال نشره موقع "واللا" العبري، أن "إيران لن تسامح إسرائيل على ما فعلته بها في حزيران، فالأمر بالنسبة لها لا يتعلّق فقط بالنظام، بل بالشرف الوطني، وطهران ترى أن الرد لا يكون إلا بحرب أخرى تُلحق بإسرائيل أضراراً لا تُحتمل".
وأكد آيلاند أن الحرب فتحت حساباً غير قابل للتسوية من وجهة نظر إيران، وأن القرار الإسرائيلي بشن الهجوم يكتسب الآن أبعاداً أكثر تعقيداً، خصوصاً بعد اتضاح نية إيران التقدّم في مشروع القنبلة النووية. ورأى أن إسرائيل "لم يكن أمامها خيار سوى المبادرة، لتجنّب امتلاك طهران للسلاح النووي".
وتناول آيلاند ثلاث نقاط رئيسية قال إنها تحدد مسار الحرب المقبلة:
أولاً، الموقف الأميركي: إذ أشار إلى أن واشنطن، رغم توجيهها ضربة محدودة لثلاثة مواقع نووية إيرانية، لم تشارك فعلياً في الحرب، ومن غير المعلوم إذا كانت ستنخرط في أي مواجهة مقبلة. وقال: "إذا أدرك الإيرانيون أن الولايات المتحدة خارج اللعبة، فإن ثقتهم بمهاجمة إسرائيل ستتزايد".
ثانيًا، فعالية الضربة الإسرائيلية: رغم أن أداء سلاح الجو كان "ممتازاً" في الهجوم و"جيداً نسبياً" في الدفاع، إلا أن السؤال الجوهري – بحسب آيلاند – هو ما إذا كانت العملية حققت هدفها بإلحاق ضرر فعلي بالبرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى أن الإجابة لا تزال غير واضحة، ما يُبرر التشكيك في جدوى القرار.
ثالثًا، استعدادات إيران للحرب المقبلة: فقد استخلصت طهران ثلاثة دروس فورية من الحرب الأخيرة، أبرزها فاعلية الصواريخ الباليستية الدقيقة التي ألحقت أضراراً كبيرة في البنية التحتية الإسرائيلية، وأعلن أنها تعتزم توسيع مخزونها الصاروخي، بعدما فشلت منظومتها الدفاعية الجوية.
وأشار آيلاند إلى أن إيران لم تستخدم قواتها الجوية خلال الحرب الأخيرة، وهو ما شكّل نقطة ضعف كبيرة، وستسعى لمعالجتها عبر شراء أنظمة دفاعية متطورة وطائرات حربية حديثة، يُرجّح أن تُوفّرها موسكو. كما لفت إلى أن النظام الأمني الداخلي الإيراني أظهر قابلية للاختراق من قبل عملاء إسرائيليين.
وخلص إلى أن "من يخسر الحرب يكون أكثر تصميماً على تحسين قدراته استعداداً للجولة المقبلة"، مستشهداً بتجربة مصر بعد نكسة 1967 التي مهدت لحرب تشرين عام 1973. ودعا إلى تطوير قدرات اعتراض الصواريخ الباليستية، رغم أن معدّل النجاح بلغ 85 بالمئة، قائلاً: "هذا جيد، لكنه غير كافٍ، خاصة إذا زاد عدد الصواريخ التي ستطلقها إيران مستقبلاً بضعفين أو ثلاثة".
وأوصى بأن تتمتع المرافق الحيوية في إسرائيل بنظام دفاع نقطي خاص، بعدما تبيّن أن منظومات الدفاع الأربع الحالية – القبة الحديدية، مقلاع داوود، السهم 2، والسهم 3 – لا تكفي وحدها، حتى مع إمكانية انضمام نظام السهم 4 مستقبلاً.