المحلية

ليبانون ديبايت
الاثنين 28 تموز 2025 - 13:41 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

من نافذة غرفتها دخلت المسيّرة الإسرائيلية... خصوصية الجنوبيين في مهبّ الريح!

من نافذة غرفتها دخلت المسيّرة الإسرائيلية... خصوصية الجنوبيين في مهبّ الريح!

"ليبانون ديبايت"

لا تزال الانتهاكات الإسرائيلية اليومية تتوالى على قرى وبلدات الجنوب، ليس فقط على الأرض، بل في سماء المنازل وداخلها. مشهدٌ واقعيّ تخطّى حدود التخريب إلى انتهاكٍ فاضح لخصوصية الإنسان، كان آخر تجلياته ما شهدته بلدة عيتا الشعب، حيث روت السيّدة "أم عباس" حادثة لا تقلّ رعباً عن أيام الحرب.

"دخلت المسيّرة من النافذة وصوّرت كل الغرف"


رغم الدمار الذي لحق بمنزلها، أصرت "أم عباس" على العودة إلى بلدة عيتا الشعب بعد تهجيرٍ قسري دام أشهراً قضتها في بلدة أنصار. عادت لتواجه واقعاً مؤلماً، لكن أكثر ما لم يكن في الحسبان، كان ذلك اليوم الذي كانت فيه ترتّب منزلها بصمت، حين بدأ صوت مسيّرة إسرائيلية يعلو تدريجياً. لم يطل الأمر حتى ظهرت أمام نافذتها، ثم اخترقت المنزل من خلال النافذة المفتوحة، وبدأت بالتجوال بين الغرف، وهي توثّق المكان بكاميرتها قبل أن تغادر، تاركةً خلفها خوفاً لم تختبره حتى في أيام القصف.


قالت: "تجمّدت في مكاني لعشر دقائق. كنت وحدي، وزوجي في الدكان. لم أستطع حتى الصراخ"، وأضافت: "سمعت سابقاً عن مسيّرات تدخل المنازل، لكن لم أصدق حتى رأيت الأمر بعينيّ".


حوادث متكرّرة... ولا تحرّك رسمي


حادثة "أم عباس" ليست الأولى من نوعها. فقد أكد عدد من السكان في بلدات حدودية أخرى حصول وقائع مماثلة، إذ رُصدت مسيّرات تحلّق على علو منخفض فوق المنازل، وبعضها دخل فعلياً عبر النوافذ المفتوحة وقام بالتصوير، في انتهاكٍ صارخ للخصوصية الفردية ولسيادة المنازل.


ورغم هذه البلاغات، لم يُسجّل أي تحرّك رسمي حتى الآن، ما دفع "أم عباس" إلى توجيه نداء مباشر إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، طالبةً "توفير الحماية لأبسط حقوق الناس في منازلهم"، ومتسائلةً بمرارة: "هل يُعقل أنني لا أملك حتى خصوصيتي داخل منزلي؟ هل بات علينا أن نعيش حياتنا تحت أعين الكاميرات الإسرائيلية؟".


"سأموت في بيتي ولن أترك أرضي"


ورغم هذه الحادثة المروّعة، شدّدت "أم عباس" على أنها لن تغادر منزلها، قائلةً: "العمر غفلة... وما بدي موت إلا ببيتي". وأضافت: "كل ما أتمناه أن تعود الحياة كما كانت قبل 8 تشرين الأول، قبل أن تتغيّر كل ملامح الجنوب".


إصرارها على البقاء يعكس صموداً راسخاً لدى كثيرين من أبناء الجنوب، الذين يواجهون الاحتلال بأساليب مدنية يومية: من تنظيف بيوتهم المدمّرة، إلى ترميم تفاصيل الحياة رغم الدمار. فـ"أم عباس" اليوم تمثل صوت كل أم جنوبية، تتمسّك بأرضها وتقاوم بالصبر والإصرار، لأن الجنوب، ببساطة، ليس أرضاً فقط… بل حياة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة