ويروي أحد أعضاء مجموعة "حراس غادير" لـ"ليبانون ديبايت" الممارسات التي دفعتهم كمجموعة لاتخاذ هذه الخطوة، ويوضح أنها "نتيجة لتراكمات عدة سابقة، والتي أصبحت معروفة لدى الجميع، منها التفلت الأمني، وأشخاص مسلحين، وتجار مخدرات، وتجارة أعضاء، و'بنات شارع'."
ويؤكد أن "هذه المظاهر لا تمتّ إلى أبناء المنطقة بصلة، فهؤلاء يأتون من خارجها، ومعروف من هو مشغّلهم، ومن ضمنهم سوريون وبدو كثُروا في الفترة الأخيرة، إضافة إلى فتيات أثيوبيات وكينيات، ومعظمهم خارجون عن القانون."
ويأسف لأن الدولة لا تضرب بيد من حديد، لكنه لا ينفي أن الأجهزة تتحرّك، لكن ليس بطريقة كافية لمنع هذه الظاهرة.
كما يلفت إلى أن مقتل الرجل وزوجته من أبناء المنطقة كانت الشرارة لإطلاق التحرك، فتداعى مجموعة شباب من المنطقة إلى وقفة وتسجيل كلمة، بالتنسيق مع شباب غزير، من أجل إيصال صوتهم والمطالبة بضبط الأمن في الشارع.
ويشدد على أن التحرك لن يشهد أي تصعيد، ويرجّح أنه بعد المظاهرة، فإن الأجهزة حُكماً ستتحرك، لا سيما أن وزير الدفاع يسكن في مكان قريب، لذا يجب أن يكون هناك تجاوب هذه المرة.
وإذ يؤكد أن المئات سيشاركون في التحرك، فإنه يعتبر أنه إذا لم يصل صوتهم، فهذا يعني أن هناك إشكالية ما، لكنه يرجّح أن نواب المنطقة ورؤساء البلديات سيقومون بواجبهم وسيُمارس ضغط من أجل عودة ضبط الشارع.
وإذ ينفي وجود معلومات أكيدة عن حماية سياسية لهؤلاء، لكنه يُشير إلى أنه يُسمع كلام من هذا النوع، ويسأل: كيف يصل هؤلاء بأسلحتهم إلى المنطقة وهم يأتون من مناطق بعيدة؟ فما دور الحواجز الأمنية التي يمرّون عليها؟
ويأسف لأن يقول إنهم يأتون إلى الشارع نظرًا لـ"صيته" الذائع بأنه شارع "الدعارة"، لكنه يُنبّه إلى أن هذا الشارع تراثي وسياحي بامتياز، لكنه مع الأسف تحوّل إلى ما هو عليه اليوم.
ويوضح أنهم منذ فترة طويلة يطالبون بضبطه، ولا يفهم لماذا لا تضرب الدولة هنا بيد من حديد، مشددًا على أنهم ليسوا هواة قطع طرقات ولا مظاهرات، فجميعهم لديهم عائلات.
ويرفض منطق الأمن الذاتي، ويقول: "لا زلنا نؤمن بمؤسسات الدولة، وحتى لا تضيع البوصلة، فالمسؤول بالتحديد هو وزير الداخلية عن إيجاد حل، وعلى نواب المنطقة الإلحاح عليه لضبط الشارع، وإرسال دوريات، وإقامة حاجز ثابت من أجل ذلك."
ويختم: "نحن نعلم أن ذلك بحاجة إلى وقت، وشيئًا فشيئًا نصل إلى النتيجة المرجوة. فنحن نحاول استرداد شارعنا المسروق بعد أن بتنا نشعر بالخجل من القول بأننا من سكانه."
وحال المعاملتين اليوم، مثل حال الدورة وبرج حمود، حيث تحرّك الأهالي أيضًا لتنظيف مناطقهم من هذه الظاهرة التي تضرب سمعة المنطقة وتؤثر على أهلها بشكل سلبي جدًا.