أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الإثنين، أن بلاده مستعدة للتعاون مع أنظمة الرقابة الدولية المعنية بالبرنامج النووي، مشددًا في الوقت ذاته على أن هذا التعاون لا يعني التنازل عن حقوق إيران المشروعة في إطار القوانين الدولية.
وخلال مراسم تسلّمه أوراق اعتماد السفير الفرنسي الجديد بيير كوشار في طهران، شدد بزشكيان على أن "إيران لا تسعى إلى الحرب، بل إلى الحوار، لكنها لن تتردد في الرد الحازم على أي عدوان جديد"، في إشارة إلى التطورات الأخيرة عقب الحرب الإسرائيلية – الإيرانية التي اندلعت في حزيران الماضي.
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن حكومته تسعى لتعزيز التفاهم الداخلي والانفتاح الخارجي، محمّلًا الدول الغربية مسؤولية عرقلة هذا المسار "عبر حملات دعائية واتهامات باطلة بشأن نوايا إيران النووية"، بحسب تعبيره.
من جهته، عبّر السفير الفرنسي عن تعازيه لضحايا الهجوم الذي وقع في مدينة زاهدان جنوب شرقي البلاد، مؤكداً تمسّك باريس بمسار الحوار والدبلوماسية. وأشار إلى أن السفارة الفرنسية بقيت مفتوحة في طهران "حتى خلال الحرب الأخيرة"، في دلالة على رغبة بلاده في الحفاظ على التواصل الثنائي.
وأكد كوشار أن فرنسا تؤمن بأن "حل الملف النووي الإيراني يجب أن يتم عبر الحوار ومنح الوقت الكافي للمسار الدبلوماسي"، معربًا عن رغبة بلاده في توسيع التعاون مع طهران.
وفي موازاة ذلك، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحذيرًا جديدًا، الإثنين، قال فيه إنه سيأمر بشنّ هجمات أميركية إضافية على المنشآت النووية الإيرانية إذا أعادت طهران تشغيل المواقع التي قُصفت الشهر الماضي، وذلك خلال لقائه برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في منتجع تيرنبري في أسكتلندا.
وكانت الحرب بين إيران و"إسرائيل" قد اندلعت في 13 حزيران الفائت، عندما شنّت تل أبيب حملة قصف استهدفت مواقع عسكرية ونووية إيرانية، واغتالت خلالها قادة عسكريين وعلماء.
وردّت طهران بإطلاق مسيّرات وصواريخ على أهداف إسرائيلية، ما أدى إلى تدخل أميركي مباشر في الصراع. وفي 22 حزيران، نفّذت واشنطن ضربات على منشآت تخصيب في فوردو وأصفهان ونطنز، فردّت إيران باستهداف قواعد أميركية في قطر والعراق من دون تسجيل إصابات.
وفي 24 حزيران، أعلن الرئيس ترامب التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل وإيران، في أعقاب 12 يومًا من التصعيد العسكري غير المسبوق.
ورغم القصف، جدّدت إيران تأكيدها أنها لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم محليًا، وأن برنامجها النووي "سلمي بالكامل ولا يشمل أي نية لصنع سلاح نووي"، وفق الرواية الرسمية.