واصل السيناتور الأميركي بيرني ساندرز تصعيد لهجته ضد الحكومة الإسرائيلية، معتبرًا أن الولايات المتحدة لا يمكنها الاستمرار في تمويل حكومة قتلت نحو 60 ألف فلسطيني وأصابت أكثر من 143 ألفًا آخرين، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، في الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ تشرين الأول 2024.
وفي تصريحات لافتة، شدد ساندرز على أنه "لا يمكن دعم حكومة منعت المساعدات وتسببت بمجاعة شاملة وجوّعت سكان غزة حرفيًا"، في إشارة مباشرة إلى حكومة بنيامين نتنياهو، التي وصفها بـ"العنصرية والمتطرفة".
ولفت السيناتور الديمقراطي إلى أن دافعي الضرائب الأميركيين أنفقوا عشرات المليارات من الدولارات دعمًا لإسرائيل، مؤكدًا أنه سيعمل على فرض تصويت في مجلس الشيوخ على مشروعي قرار لمنع مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، بسبب المجاعة الحاصلة في غزة وتفاقم الكارثة الإنسانية.
تصريحات ساندرز تزامنت مع تحرك لافت في مجلس الشيوخ الأميركي، قادته مجموعة من النواب الديمقراطيين اليهود البارزين، في مقدّمتهم زعيم الأقلية الديمقراطية تشاك شومر والسيناتور آدم شيف، الذين دعوا إلى استئناف فوري للمفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة "بحسن نية وبأسرع وقت ممكن"، وطالبوا كذلك بتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية في القطاع المحاصر.
ويأتي هذا التحرك وسط تزايد الضغط على إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي تواجه انتقادات حادة بسبب موقفها المتراخي من ممارسات الجيش الإسرائيلي واستمرار الدعم العسكري غير المشروط.
وبحسب تقرير لصحيفة "ذا هيل" الأميركية، فقد وجّه 40 نائبًا ديمقراطيًا رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أعربوا فيها عن قلقهم الشديد إزاء تفاقم الكارثة في غزة.
وجاء في الرسالة أن "الوضع في غزة غير مستدام ويزداد سوءًا يومًا بعد يوم، والجوع وسوء التغذية منتشران على نطاق واسع، ما يؤدي إلى وفيات بسبب الجوع، خاصة بين الأطفال".
كما أشار الموقّعون إلى فشل ما تُسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" في التعامل مع الأزمة، مؤكدين أنها "أسهمت في ارتفاع غير مقبول بعدد القتلى المدنيين، خصوصًا حول مواقع تمركزها".
ويأتي هذا التصعيد السياسي من داخل الكونغرس في وقتٍ تتزايد فيه الانتقادات الدولية لانتهاكات الحكومة الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث وُثقت مجازر بحق المدنيين، وتواجه تل أبيب ضغوطًا متصاعدة من الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية، مع تنامي التحذيرات من وقوع كارثة مجاعة وشيكة، بعد تدمير البنية التحتية الغذائية ومنع المساعدات من الوصول إلى السكان