أدانت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الخميس، بشدة العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على عدد من الأفراد والكيانات والسفن المرتبطة بقطاعَي الطاقة والنفط الإيراني.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية، إسماعيل بقائي، في تصريح نقلته وكالة "تسنيم"، أن العقوبات الأميركية تمثل "عداءً متواصلاً من قبل صناع القرار في واشنطن تجاه الشعب الإيراني"، مشيرًا إلى أنها "تهدف إلى إضعاف البلاد وحرمان المواطنين من حقوقهم الأساسية".
ورأى بقائي أن هذه الخطوة تُعد "خرقًا للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان"، مُدينًا في السياق نفسه "العدوان العسكري الأخير الذي شنّته الولايات المتحدة وإسرائيل على وحدة أراضي إيران وسيادتها الوطنية".
وأكد أن الشعب الإيراني "يدرك النوايا الخبيثة للجهات التي تفرض العقوبات"، معتبرًا أن "هدفها هو انتهاك حقوق الإيرانيين الأساسية وإضعاف البلاد"، مضيفًا أن "الشعب الإيراني سيواجه هذه المخططات بكل ما أوتي من قوّة حفاظًا على كرامته ومصالحه الوطنية".
ووصف المتحدث الإيراني العقوبات الأميركية على تجارة النفط الإيرانية بأنها "خطوة خبيثة تهدف إلى الإضرار بالتنمية الاقتصادية ورفاهية الشعب"، معتبرًا إياها "جريمة ضد الإنسانية".
وكانت واشنطن قد أعلنت، يوم أمس الأربعاء، فرض مجموعة جديدة من العقوبات على طهران، طالت 50 فردًا وكيانًا، إضافة إلى أكثر من 50 سفينة يُشتبه بانتمائها إلى أسطول تجاري يملكه محمد حسين شمخاني، نجل علي شمخاني، المستشار المقرّب من المرشد الإيراني الأعلى.
وتأتي هذه العقوبات ضمن حملة "الضغوط القصوى" التي تعهّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتكثيفها، ربطًا بالتصعيد العسكري الأخير بين إيران و"إسرائيل".
وفي ليلة 13 حزيران الماضي، شنّت "إسرائيل" عملية عسكرية ضد إيران، متهمةً طهران بامتلاك "برنامج نووي عسكري سري"، واستهدفت خلالها منشآت نووية وقواعد جوية وعددًا من الجنرالات وعلماء الفيزياء النووية الإيرانيين.
وردّت إيران بهجمات خاصة، وتبادل الطرفان الضربات العسكرية طيلة 12 يومًا، قبل أن تنضم الولايات المتحدة إلى المواجهة من خلال تنفيذ ضربة واحدة استهدفت منشآت نووية إيرانية ليلة 22 حزيران. وفي المقابل، شنّت طهران هجومًا صاروخيًا على قاعدة "العديد" الأميركية في قطر مساء 23 حزيران، مؤكدةً أنها لا تنوي التصعيد أكثر.
وفي تعليق لاحق، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنّه يأمل أن "يكون قصف قاعدة العديد قد أتاح لإيران تفريغ غضبها"، معتبرًا أن "طريق السلام في الشرق الأوسط أصبح ممكنًا"، ومُعلنًا أن "إسرائيل وإيران اتفقتا على هدنة تنهي رسميًا حرب الأيام الـ12".