ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد التاسع من زمن العنصرة في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، عاونه المطرانان جوزيف النفاع والياس نصار، والمونسينيور فيكتور كيروز، والأب فادي تابت، والقيم البطريركي الخوري طوني الآغا، والأب هادي ضو، وخدمت القداس المرنمة ألين سابا الشدياق.
وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "روح الرب علي مسحني وأرسلني" (184)، قال فيها إن الرب يسوع طبق على نفسه نبوءة أشعيا التي تُظهر هويته ورسالته: النبوءة والكهنوت والملوكية، مؤكداً أن الكنيسة أشركت المؤمنين في هذه الهوية والرسالة عبر المعمودية والميرون، وداعياً إلى الانخراط في بناء عالم أكثر إنسانية ونوراً.
ورحّب الراعي بالمشاركين في الليتورجيا، مشيراً إلى تزامن القداس مع الذكرى الخامسة لتفجير مرفأ بيروت، الذي وصفه بأنه الأعظم في تاريخ البشرية بعد هيروشيما. وصلّى لراحة نفوس الضحايا وشفاء المصابين، مطالباً القاضي طارق البيطار بممارسة صلاحياته كاملة لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة.
وأكد أن هوية يسوع هي هوية الكنيسة والمعمدين، ورسالتهم رسالته، موضحاً أن النبوءة تعني إعلان كلمة الله، والكهنوت يعني شفاء القلوب المحطمة، والملوكية تعني إعلان زمن الحقيقة والمحبة والسلام. واعتبر أن إنجيل اليوم ليس نصاً من الماضي، بل دستور يومي لكل من مُسح بالروح ليكون نبياً وكاهناً وملكاً في حياته ومحيطه.
وشدد على أن زمن العنصرة هو زمن حلول الروح القدس الدائم على الكنيسة، وأن كل قداس هو إرسال للمؤمنين إلى العالم. وربط بين هوية لبنان ورسالة شعبه في كونه أرض تلاقٍ وحوار ومنارة فكر وحريات، متسائلاً إن كان لبنان ما زال وفياً لهويته ورسالة أجداده، وداعياً المسؤولين والمواطنين إلى إعادة وجهه الحقيقي، وبناء دولة العدل والحرية والرجاء.
وأكد أن لبنان لا يقسم مواطنيه بين أقليات وأكثريات، لأن الأساس هو المواطنة الشاملة، محذراً من منطق الغلبة والسيطرة الذي يناقض المشاركة الحقيقية. وختم بالصلاة إلى الله ليجدد هوية الكنيسة والشعب، ويقوي رسالتهم، ويحررهم من الخوف والخمول، ويمدهم بالجرأة والصدق في الشهادة والالتزام بالحق.
وبعد القداس، استقبل الراعي والمطرانان نفاع ونصار المشاركين بالذبيحة الإلهية، وتسلّم من الكاتب أنطوان يزبك كتابه الجديد بعنوان "بكفيا الكبرى".