أقرّ "الكابينت" السياسي – الأمني الإسرائيلي، بأغلبية الأصوات، خطة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التي تنص على استعداد الجيش الإسرائيلي لفرض "السيطرة" على مدينة غزة شمال القطاع، في خطوة وُصفت بأنها أحد أكثر القرارات إثارة للجدل منذ اندلاع الحرب.
الخطة، المؤلفة من خمسة مبادئ أساسية، تبدأ بـ"تجريد حركة حماس" من سلاحها، ثم إعادة جميع الأسرى سواء كانوا أحياء أو موتى، يلي ذلك تجريد قطاع غزة بالكامل من الأسلحة، وفرض سيطرة أمنية إسرائيلية على كامل القطاع، وصولاً إلى إقامة حكم مدني بديل لا يتبع لا لحماس ولا للسلطة الفلسطينية.
ووفق "القناة 12" الإسرائيلية، تستهدف الخطة إخلاء جميع سكان مدينة غزة إلى مخيمات في جنوب ووسط القطاع بحلول 7 تشرين الأول 2025، مع التأكيد على أن العملية تقتصر على المدينة. وسيتم فرض حصار على عناصر حماس الذين سيبقون داخلها، على أن يناور الجيش الإسرائيلي ميدانياً ضمن الخطة التي فوّض "الكابينت" نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس بإقرار صيغتها العملياتية النهائية.
أما "القناة 14" فكشفت أن الخطة تنقسم إلى ثلاث مراحل: إدخال "مساعدات إنسانية" بكثافة إلى المدينة، ثم نقل السكان إلى معسكرات مركزية في الجنوب، وصولاً إلى حصار محكم وسيطرة عسكرية كاملة، في إطار ما تصفه إسرائيل بـ"هزيمة حماس". ومن المتوقع أن ينتهي الإخلاء مطلع تشرين الأول لتبدأ بعدها مرحلة "الحسم العسكري".
الجلسة شهدت انقساماً حاداً داخل "الكابينت"، إذ حذّر رئيس الأركان إيال زامير من التعقيدات الميدانية وخطر فقدان حياة الأسرى، واقترح شطب بند إعادتهم من أهداف الحرب، ما أثار ردًّا غاضباً من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي طالبه بـ"الانصياع للمستوى السياسي" أسوةً بالشرطة، على حد تعبيره.
وزير المالية بتسلئيل سموتريتش شدد على ضرورة تحقيق "انتصار كامل" ورفض "الصفقات المؤقتة"، فيما قالت وزيرة المواصلات ميري ريغيف: "يجب أن نهزم حماس". أما زعيم المعارضة يائير لابيد فاعتبر القرار "كارثة" ستجرّ كوارث أكبر، متهماً نتنياهو بالخضوع لضغوط بن غفير وسموتريتش، ومحذراً من أن الخطة ستؤدي إلى مقتل الأسرى وخسائر كبيرة في صفوف الجنود، فضلاً عن كلفتها المالية والدبلوماسية الباهظة.
صحيفة "هآرتس" لفتت إلى أن بيان مكتب نتنياهو تجنّب استخدام كلمة "احتلال"، التي تحمل التزامات قانونية دولية تجاه المدنيين، واستعاض عنها بمصطلح "السيطرة" الأكثر ضبابية، مع غياب التفاصيل حول مدة العملية، وحجم القوات، والهدف النهائي لما بعد السيطرة.