وقّعت أذربيجان وأرمينيا، الجمعة، اتفاق سلام تاريخياً بوساطة أميركية، بعد اجتماع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لينهي عقوداً من النزاع بين البلدين.
وقال ترامب، الذي استضاف القمة، إن أرمينيا وأذربيجان تعهّدتا بموجب الاتفاق بوقف القتال «إلى الأبد»، والعمل المشترك في مرحلة جديدة من التعاون. وأكد أن واشنطن ستوقّع اتفاقيات تعاون مع البلدين في مجالات متعددة، وسترفع القيود عن المعاملات الدفاعية مع أذربيجان. وأشاد بدور المبعوث الخاص ستيف ويتكوف والسيناتور ماركو روبيو وفريق وزارة الخارجية في إنجاح القمة.
من جانبه، قال الرئيس الأذري إلهام علييف، خلال مراسم التوقيع، إن الاتفاق يفتح «طريقاً من التعاون والشراكة الاستراتيجية مع واشنطن»، معبّراً عن تفاؤله بفرص تجارية واستثمارية جديدة، وواصفاً اليوم بأنه «تاريخي».
أما رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، فاعتبر الاتفاق «رائعاً جداً»، مؤكداً أنه سيعزز الترابط الإقليمي، ويقود إلى مرحلة جديدة تقوم على احترام سلامة أراضي البلدين، مثنياً على دور واشنطن في قيادة جهود حل النزاعات. وأيّد كل من علييف وباشينيان منح ترامب جائزة نوبل للسلام.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي قد أعلنت في وقت سابق أن ترامب سيوقّع اتفاقات منفصلة مع أرمينيا وأذربيجان تشمل التعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والاقتصاد وأمن الحدود والبنية التحتية والتجارة، إضافة إلى منح الولايات المتحدة حقوق تطوير حصرية لممر عبور استراتيجي عبر جنوب القوقاز أطلق عليه اسم «طريق ترامب للسلام والازدهار الدوليين».
ووفق مسؤولين أميركيين، جاء الاتفاق ثمرة زيارات مكوكية إلى المنطقة، ليشكّل أساساً للتطبيع الكامل بين البلدين، رغم أن قضايا شائكة ما تزال عالقة، مثل ترسيم الحدود ومطلب باكو تعديل دستور يريفان الذي يتضمن إشارة إلى دعوة عام 1989 لإعادة توحيد أرمينيا وناغورني كاراباخ.
ويعود النزاع بين البلدين إلى أواخر الثمانينيات، عندما انفصل إقليم كاراباخ عن أذربيجان بدعم من أرمينيا، قبل أن تنال الدولتان استقلالهما عن الاتحاد السوفيتي عام 1991. واستعادت أذربيجان السيطرة الكاملة على الإقليم في 2023 عبر هجوم عسكري، ما أدى إلى نزوح نحو 100 ألف أرمني إلى أرمينيا.