هددت أمهات عدد من الأسرى الإسرائيليين، السبت، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بملاحقته قضائياً في حال تنفيذ خطته لاحتلال ما تبقى من قطاع غزة، وما قد يترتب عليها من مقتل أبنائهن المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
وخلال تجمع احتجاجي وسط تل أبيب، طالبت الأمهات بوقف التصعيد العسكري، محذرات من أن يد نتنياهو "ستتلطخ بدماء المخطوفين والجنود" إذا أصر على المضي في خطته العسكرية. ودعين إلى "إضراب عام يشل الاقتصاد الإسرائيلي" للضغط على الحكومة لإبرام صفقة تبادل أسرى بدلاً من احتلال كامل القطاع.
وقالت والدة الأسير متان تسنغاوكر، في تصريح نقلته القناة 12 الإسرائيلية: "إذا احتلت غزة وقُتل المختطفون، سنلاحقك… سنُذكّر شعب إسرائيل يومياً بأنك فضّلت قتلهم على صفقة التبادل". فيما وجهت والدة الأسير متان أنغرست نداءً لرئيس الأركان إيال زامير برفض أي أمر عسكري قد يعرّض حياة الأسرى للخطر، مؤكدة أنه "المسؤول المباشر عن حياتهم".
وتزامن ذلك مع اتهامات من المعارضة الإسرائيلية لنتنياهو بإفشال مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، بدوافع سياسية مرتبطة بالحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي.
وتأتي هذه التحركات بعد يوم من إقرار الحكومة خطة تدريجية عرضها نتنياهو لاحتلال غزة بالكامل، تشمل تهجير سكان مدينة غزة نحو الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في الأحياء السكنية، تليها مرحلة ثانية تستهدف مخيمات اللاجئين وسط القطاع. وقد أثارت الخطة اعتراضات داخل المؤسسة الأمنية، إذ وصفها رئيس الأركان بأنها "فخ إستراتيجي" يهدد حياة الأسرى وينهك الجيش لسنوات.
وتقدّر السلطات الإسرائيلية عدد الأسرى المحتجزين في غزة بنحو 50 أسيراً، بينهم 20 على قيد الحياة، في مقابل أكثر من 10,800 فلسطيني في سجون إسرائيل، وسط تقارير حقوقية تتحدث عن التعذيب والتجويع والإهمال الطبي.
ووفق الأمم المتحدة، فإن 87% من مساحة قطاع غزة باتت تحت الاحتلال أو أوامر الإخلاء، محذرة من "تداعيات كارثية" لأي توسع عسكري جديد. ومنذ 7 تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل حرباً على غزة أسفرت عن استشهاد أكثر من 61,369 فلسطينياً وإصابة 152,862 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، في ظل مجاعة وأوضاع إنسانية مأساوية.