أكدت حركة حماس، الأحد، أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة ليست سوى "محاولة يائسة لتضليل الرأي العام وتبرئة إسرائيل وجيشها من جرائم الإبادة والتجويع في قطاع غزة".
وقالت الحركة في بيان إن هذه التصريحات "لا تعدو كونها استمراراً لخطاب مضلل يهدف إلى تبرير جرائم الحرب وقلب الحقائق"، مشيرة إلى أن ما وصفه نتنياهو بـ"التحرير" هو في الحقيقة "احتلال مثبت بنص القانون والقرارات الدولية"، وأن هذا الأسلوب "لن يُخفي جريمة الإبادة والقتل والتدمير الممنهج منذ أكثر من 22 شهراً".
واتهمت حماس نتنياهو بتوظيف ملف الأسرى ذريعةً لاستمرار العدوان، متناسياً أن الجيش الإسرائيلي تسبب بمقتل العشرات منهم، وأنه انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في كانون الثاني الماضي وانسحب من جولة المفاوضات الأخيرة.
وأضاف البيان أن "استخدام نتنياهو لغة الأرقام للتضليل لن ينطلي على الرأي العام والمنظمات الدولية"، موضحاً أن مزاعمه حول إدخال مليوني طن من المساعدات لا تعفيه من المسؤولية عن جريمة التجويع التي أدت إلى وفاة 217 مواطناً، بينهم 100 طفل بسبب الجوع وسوء التغذية. وأكدت الحركة أن ما دخل فعلياً إلى القطاع لا يتجاوز 10% من احتياجاته الإنسانية، وأن تقارير الأمم المتحدة تكشف انتشار الجوع الحاد ووفاة الأطفال، في وقت يتعمد فيه الاحتلال إغلاق المعابر وإسقاط المساعدات في مناطق خطرة أو في البحر، ما تسبب بضحايا إضافيين.
كما حمّلت حماس نتنياهو مسؤولية استمرار العمل بآلية توزيع المساعدات عبر مؤسسة "غزة الإنسانية"، التي قالت إنها تسببت بمقتل نحو 1800 فلسطيني، معتبرة ذلك دليلاً على "هندسة التجويع" واستخدامه كأداة للإبادة والتهجير.
وفي ما يتعلق بحرية الصحافة، شددت الحركة على أن ادعاء الجيش الإسرائيلي عدم منع الصحافيين الدوليين من التغطية "يكذبه الواقع الميداني"، مشيرة إلى استهداف وقتل أكثر من 260 صحافياً فلسطينياً، ما جعل هذه الحرب "الأسوأ عالمياً" من حيث عدد ضحايا الصحافيين.
من جهته، قال نتنياهو، في مؤتمر صحافي بالقدس، إن "خطة السيطرة على مدينة غزة هي أفضل وسيلة لإنهاء الحرب"، موضحاً أن العمليات تستهدف معقلين متبقيين لحماس، وأن الجدول الزمني لتنفيذها "سريع جداً". وأكد أن الخطة تشمل نقل المدنيين، وإقامة ممرات آمنة لتوزيع المساعدات، والسماح بإنزالها جواً.
وأشار إلى خمسة مبادئ لإنهاء الحرب: تفكيك أسلحة حماس، عودة الرهائن، نزع سلاح غزة، فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية عليها، وإقامة إدارة مدنية بديلة عن حماس والسلطة الفلسطينية. وأضاف: "هدفنا ليس احتلال غزة بل تحريرها من حماس وإنهاء الحرب في أسرع وقت"، متهماً الحركة برفض توزيع المساعدات وبـ"نشر صور كاذبة" لتضليل الرأي العام.
الـــمــــزيــــــــــد
