وزير لا يُحسن الحسابات، ويترك اللبنانيين تحت رحمة أصحاب المولدات الذين يبدو أنهم أرحم من وزراء كثيرين في هذه الدولة. وزراء رفعوا الشعارات الشعبوية ووقعوا في فخ الوعود الكاذبة، فسقطت الأقنعة عند أول اختبار جدي، لينتهي الأمر مثلهم مثل غيرهم: وزراء بلا إنتاجية أو فعالية، وتُكشف خطوط التوتر العالي عن هشاشة الصعود بوعود يمكن أن يصعقها احتكاك كهربائي واحد.
وبين الوعود الشعبوية والواقع المرير الذي يعيشه اللبنانيون اليوم في عز موسم الاصطياف، يطل عضو كتلة لبنان القوي غسان عطا الله في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، ليؤكد المؤكد: بأن القوات اللبنانية باعت الأوهام للناس منذ انتخابات 2022 وحتى اليوم. ولا بد أن الجميع يتذكر اللافتات التي غزت الشوارع "نحنا بدنا وفينا" بوعود كبيرة، ليتبيّن في النهاية أن ما باعته القوات للناس لم يكن سوى أوهام، وكانت دعاية انتخابية كانت نتيجتها سلبية. وبدل أن يصححوا الأمور، ازدادت الأمور سوءًا.
وعد "التغيير" الذي زعمت القوات أنه سيتحقق بدخولهم إلى الحكومة كان عنوانًا فضفاضًا، سواء في وزارة الطاقة أو غيرها، إذ لم يضع أي من وزرائهم خطة واضحة أو يُظهر نية للعمل الجدي لخدمة الناس.
إنهم في حكومة أصبحت فيها الطبابة إلى الوراء درّ، والمواطنون يحتضرون على أبواب المستشفيات، والتعليم من سيئ إلى أسوأ. أما الكهرباء، فحدّث ولا حرج، ففي كافة المناطق، أصبح الجميع على يقين أن الكهرباء لا تتعدى الساعة يوميًا، فيما يبدو أن لبنان ذاهب نحو موجة عطش وجفاف كامل، دون تقديم أي خطة توحي بوجود نية لمعالجة الأمور الحياتية للمواطن في ظل الظروف الصعبة، سواء لجهة الكهرباء أو المياه.
ومن الواضح، برأي عطا الله، أن القوات كذبت على الناس، وعلى الناس أن تحاسبهم على هذا الكذب، فكل ما قالوه فعلوا عكسه تمامًا.
وعن أن وزراء التيار في الكهرباء لم يكونوا بأفضل، من حيث الوعود التي لم تُنفذ، يقول: الوزيرة ندى البستاني وصلت بتغذية الكهرباء في بعض المناطق إلى ما بين 15 و18 ساعة، وفي المناطق التي تتغذى من الكهرباء المائية كانت تقارب الـ22 ساعة. الفرق واضح، برأيه، بين ما كان يرسمه التيار الوطني الحر من خطط للمستقبل لتأمين الكهرباء 24 على 24، وبين الوضع الحالي الذي تقلصت فيه الكهرباء إلى حدود الساعة يوميًا، ما يعني أن الخطة قد ماتت.
الفرق كبير، برأيه، في التعاطي: ففي السابق كانت هناك خطة، وأكيد أن الحل اليوم موجود، وهو في تنفيذ الخطة التي وضعها التيار، ببناء معامل كهرباء تعمل على الغاز. وهذه لا تحتاج إلى الكثير من الشرح والعلم، فقط تحتاج إلى تأمين تمويل من الدولة لإنشاء هذه المعامل حتى تتحسن الكهرباء، بدون نظريات واتهامات باطلة.
العودة إلى الخطة الأساسية وتنفيذها بحذافيرها هو الطريق لرؤية تحسن فعلي في إنتاج الكهرباء في لبنان.
ويعتبر أن هناك مشكلة إدارية عند وزير الطاقة، فعدم إجراء حسابات دقيقة لموعد الشحن ووصول الفيول أمر غير مبرر، وعلى الوزير تحمّل المسؤولية. كيف لا يؤمّن مخزونًا كافيًا من الفيول؟ والإنتاج الحالي الذي لا يتجاوز 4 ساعات منذ توليه الوزارة يؤكد على الفشل الرهيب الذي وصلوا إليه وأوصلوا البلد إليه.
ويُشكّك بالخلفيات السياسية لوزير الطاقة، خصوصًا في تعامله مع دولة العراق، ويقول: "إذا كان هذا هو المشروع السياسي للقوات اللبنانية، فـ"كتر خيرو"! البلد يواجه الانهيار، والناس وصلت إلى العتمة، والحرارة تصل إلى 40 درجة، فيما هو ينتهج سياسة النكايات. العراق قدّم الكثير من المساعدات للبنان من الفيول، وبدون مقابل أحيانًا، رغم أنه لا مانع من الاستيراد من أي مكان في العالم لتأمين الفيول، لكن لا يجوز ترك الناس بدون كهرباء."