أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب، أن السلاح الذي تمتلكه المقاومة ليس دفاعًا عن فئة أو طائفة بعينها، بل عن لبنان بكل طوائفه، محذرًا من محاولات العدو الإسرائيلي وحلفائه جرّ البلاد إلى فتنة داخلية تمهّد لعدوان جديد.
كلام الشيخ الخطيب جاء خلال كلمة ألقاها في الحفل التأبيني الذي أقيم في حسينية حاروف لمناسبة مرور ثلاثة أيام على وفاة المرحوم علي بدر الدين، نجل السيد محمد بدر الدين، بحضور حشد من علماء الدين والفاعليات الاجتماعية والتربوية ورؤساء بلديات ومخاتير ومواطنين.
استهل الخطيب كلمته بتقديم التعازي لذوي الفقيد، مؤكدًا أن فقدان الابن من أعظم المصائب التي تحتاج إلى الصبر والثبات، مشيرًا إلى أن الأمم كما الأفراد تُختبر بالمحن، وأن الصبر وضبط الانفعال هما من صفات القوة. وشدد على أن العدو يسعى إلى استفزاز الخصم عبر الإعلام والشائعات لجرّه إلى ردات فعل تخدم خططه، داعيًا إلى التعاطي بعقل بارد ووعي عميق في مواجهة هذه التحديات.
وأشار الخطيب إلى أن المرحلة الراهنة من أخطر المراحل التاريخية التي يمر بها لبنان، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة والغرب، وليس إسرائيل وحدها، هم من يقفون في مواجهة المقاومة، معتبرًا أن الإنجازات التي تحققت، وعلى رأسها تحرير الجنوب عام 2000، كانت ثمرة الصبر والحكمة وتجنّب الانجرار إلى الحروب الداخلية، وفق نهج الإمام السيد موسى الصدر.
ورفض الشيخ الخطيب تصوير سلاح المقاومة على أنه سلاح طائفي، مؤكدًا أن الخطر الإسرائيلي يستهدف لبنان بأكمله، وأن تمسك المقاومة بسلاحها هدفه حماية وحدة البلاد وسيادتها. وانتقد مواقف الحكومة التي وصفها بـ"المتواطئة" مع الولايات المتحدة والغرب عبر طرح بنود نزع السلاح، معتبراً أن ذلك يمهّد الطريق أمام العدو لتكرار عدوانه على لبنان كما يفعل في غزة وجنوب سوريا.
ودعا الخطيب إلى تفادي الانجرار إلى الصدامات الداخلية التي يسعى العدو لاستغلالها، مستذكرًا أحداثًا مثل شويا والطيونة، مشددًا على أن المقاومة ستتجاوز المرحلة الحالية كما تجاوزت محطات أصعب في الماضي، ومنها اجتياح 1982 وصولًا إلى التحرير عام 2000.
وختم بالدعاء أن يلهم الله المسؤولين اتخاذ قرارات تصب في مصلحة لبنان وشعبه، وألا يفتحوا الباب أمام الخارج للإضرار بالداخل اللبناني.