أعلنت وزارة الدفاع السورية، عبر وكالة "سانا"، مقتل جندي من الجيش خلال اشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في محافظة حلب فجر الثلاثاء. وذكرت الوزارة أن مجموعتين تابعتين لـ"قسد" حاولتا التسلل نحو نقاط انتشار الجيش في منطقة تل ماعز شرق حلب عند الساعة 02:35، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة، أسفرت عن مقتل الجندي وإفشال محاولة التسلل.
وأضافت الوزارة أن وحدات الجيش ردت على مصادر النيران وأجبرت العناصر المهاجمة على الانسحاب، متهمة "قسد" بمواصلة استهداف مواقع الجيش في منبج ودير حافر، وإغلاق طرق في حلب أمام المدنيين، خصوصاً قرب دوار الليرمون، في تجاهل للتفاهمات الموقعة مع دمشق. وحذرت من "عواقب استمرار هذه الأعمال"، داعية "قسد" للالتزام بالاتفاقات ووقف عمليات التسلل والقصف.
في المقابل، اتهمت "قسد" قوات الحكومة الانتقالية السورية بالقيام بتحركات "استفزازية" في محيط دير حافر وحيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، معتبرة أنها "خرق واضح" لاتفاق وقف إطلاق النار، وأكدت التزامها بالصبر، لكنها حذرت من أنها "سترد دفاعاً عن النفس" إذا استمرت هذه التحركات.
ويأتي التصعيد رغم اتفاق 10 آذار 2025 بين الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي، الذي نص على دمج قوات "قسد" ضمن مؤسسات الدولة وضمان حقوق الأكراد، ووقف إطلاق النار في عموم البلاد. إلا أن الخلافات حول آلية الدمج عطّلت التنفيذ، حيث تصر دمشق على إدماج عناصر "قسد" كأفراد ضمن الجيش، فيما تتمسك الأخيرة بكيانها العسكري المستقل على غرار البيشمركة في العراق.
وخلال الأسابيع الأخيرة، شهدت عدة مناطق شمالي سوريا أكثر من 25 هجوماً استهدفت مواقع "قسد"، نفذتها فصائل مدعومة من دمشق وتركيا، خصوصاً في منبج وحلب والشيخ مقصود والأشرفية ودير حافر، ما أوقع قتلى وجرحى مدنيين وأثار غضباً واسعاً في المناطق الكردية.
سياسياً، أعلنت الحكومة الانتقالية السورية السبت رفضها المشاركة في أي مفاوضات جديدة مع "قسد"، بما فيها الاجتماعات المزمع عقدها في باريس، وذلك رداً على مؤتمر موسع نظمته الإدارة الذاتية الكردية في الحسكة، بمشاركة شخصيات من الأقليات العلوية والدرزية، ودعا إلى عقد "مؤتمر وطني سوري جامع". واعتبرت دمشق أن المؤتمر "يقوّض مسار الحوار" وحمّلت "قسد" المسؤولية عن تداعياته.