كشف مسؤول أميركي ومسؤولان إسرائيليان لموقع "أكسيوس" أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تبذل جهودًا للتوسط في اتفاق يتيح إنشاء ممر إنساني بين إسرائيل ومدينة السويداء جنوب سوريا، بهدف إيصال المساعدات إلى المجتمع الدرزي هناك.
ويأتي هذا التحرك بعد قصف إسرائيلي الشهر الماضي لمواقع في سوريا خلال اشتباكات عنيفة شهدتها السويداء، حيث بررت تل أبيب العملية بأنها "دفاع عن سكان سوريا الدروز" تضامنًا مع الأقلية الدرزية داخل إسرائيل.
وبحسب المسؤولين، فإن التوصل إلى اتفاق بين الحكومتين السورية والإسرائيلية على ممر إنساني قد يسهم في تحسين الأوضاع الإنسانية في السويداء، ويفتح الباب أمام خطوات إضافية باتجاه تطبيع العلاقات مستقبلًا، في ظل مساعٍ أميركية لإعادة الزخم لمسار التقارب. وأشارت الأمم المتحدة هذا الأسبوع إلى تدهور الوضع الإنساني في السويداء، محذرة من صعوبة إيصال المساعدات بسبب الحواجز الأمنية وانعدام الاستقرار.
غير أن الحكومة السورية أبلغت واشنطن مخاوفها من احتمال استغلال الميليشيات الدرزية للممر في تهريب الأسلحة. ومن المقرر أن يلتقي المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم باراك، يوم الأربعاء في باريس، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في ثاني اجتماع من نوعه خلال ثلاثة أسابيع، وذلك بعد نحو 25 عامًا من شبه انقطاع التواصل بين دمشق وتل أبيب.
وتؤكد إسرائيل، التي تضم جالية درزية ذات نفوذ سياسي، التزامها بحماية الأقلية الدرزية في سوريا. وكانت قد حاولت قبل أسابيع إرسال مساعدات إلى دروز السويداء عبر الأردن، لكن عمّان رفضت، ما دفع القوات الإسرائيلية إلى إسقاط المساعدات جوًا. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن تل أبيب طلبت من واشنطن المساعدة في الحصول على موافقة دمشق لإنشاء الممر.
وتُعد السويداء، المعقل الرئيسي للدروز في سوريا، إحدى بؤر التوتر في المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد. فقد شهدت في تموز الماضي معارك بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية أسفرت عن مقتل مئات وتشريد عشرات الآلاف، إلى جانب تقارير عن انتهاكات بحق المدنيين. كما استهدفت إسرائيل دبابات سورية كانت متجهة إلى السويداء وقصفت مواقع في دمشق، في خطوة أثارت قلق واشنطن التي تخشى أن يؤدي التدخل العسكري الإسرائيلي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في سوريا.
الـــمــــزيــــــــــد
