وفي هذا الإطار، يعتبر الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم بيرم، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن "زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى العراق ولبنان تأتي في إطار التحرك المضاد في مواجهة التحرك الأميركي في المنطقة، وهي تحمل بطبيعة الأحوال رسالة أن إيران موجودة في هذه المنطقة ولن تخرج منها، كما يحلم البعض في المنطقة، وأن إيران حاضرة".
كما يؤكد أن "للزيارة بُعدين: أولاً تمثل جرعة دعم للمقاومة وحزب الله، وثانيًا للقول إن إيران هنا، لا سيما أنه لم يبقَ لها سوى عاصمتين: بغداد وبيروت، فمن الطبيعي أن تدافع عن وجودها فيهما، لأن الأميركي والسعودي يزاحمانها فيهما، مع العلم أن بغداد في شراكة مع الأميركي، لذلك هي تواجه تحديات سعودية أميركية".
ويلفت إلى أن "حزب الله سيجد في هذه الزيارة دعمًا واضحًا له، وسيشعر أنه ليس متروكًا، وأن الداعم الأساسي له، وهو إيران، ما زال موجودًا وداعمًا، وهذه الزيارة لم تأتِ عن عبث، فهذا التحرك جاء بعد الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، والتي حققت فيها إيران مكاسب، وبالتالي هي لا زالت تقف على رجليها وستبقى متواجدة حتى آخر لحظة"، منبهًا إلى أن "إيران تدرك تمامًا أن هناك معركة مقبلة مع إسرائيل".
وعن اللهجة التي بدت متشددة من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وفق البيان الرسمي الصادر عن الرئاسة، فيلفت بيرم إلى أنه "بعد خطاب 1 آب، خرج رئيس آخر وبخطاب جديد، فاستعجل للعب الدور الذي لعبه الرئيس ميشال سليمان في آخر عهده، فانتقل إلى جهة أخرى رغم أنه في الأشهر الثمانية الماضية كان على علاقة جيدة مع حزب الله، لكن يبدو أن الضغط كان كبيرًا، لذلك هو يقول للحزب اليوم: "هذا ما استطعت أن أمنحه لكم".
ويشير إلى أن "الرئيس عون عاد إلى تعهده السابق للأميركي بأن ينزع السلاح، فليس مستغربًا الانقلاب الذي قام به، سواء بالخطاب أو خلال الجلستين الأخيرتين لمجلس الوزراء، فأصبح واحدًا من الفريق الآخر متخليًا عن التوازن في المواقف".
ويعتبر أن "الرئيس عون سبق الرئيس نواف سلام بأشواط، فحاول أخذ دور الأخير من حيث التصلب في الموقف من السلاح، وذلك بفعل الضغط عليه الداخلي، لا سيما من الشارع المسيحي الذي اتهمه بأنه مرن أكثر من اللازم، فبادر إلى اعتماد هذا الموقف، فلبّى بذلك دعوتين: دعوة الشارع المسيحي ودعوة الأميركي".
أما عن كيفية تعامل حزب الله مع النسخة الجديدة من رئيس الجمهورية؟ فيوضح بيرم أن "الحزب لا يزال يميّز الرئيس عون إلى اليوم، فالنائب محمد رعد قال بما معناه إنه لا يضع الرئيس عون في موازاة نواف سلام، لكن لا تزال الأبواب مغلقة بين الطرفين، وبالتالي فإن العلاقة ستأخذ منحًى آخر مع رئيس الجمهورية الذي لم يعد بالنسبة له محاورًا متفاهمًا، بل سيكون على حذر منه".