أكد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون في مقابلة مع قناة "العربية" و"الحدث"، أنّه منفتح لنقاش أي موضوع تحت سقف الدولة اللبنانية ومؤسساتها، مشددًا على أنّ "لا غطاء على أحد في ملفات الفساد، فالقضاء يعمل بجدية على ملاحقة الفاسدين ولا محرمات ولا خطوط حمراء في هذا الملف، حتى عليّ شخصيًا". وأوضح أنّ الخطوات الإصلاحية التي بدأها العهد تهدف إلى إعادة الثقة بالدولة من قبل اللبنانيين والخارج، متعهّدًا بإعادة أموال المودعين، قائلاً: "لن تكون هناك عودة إلى الوراء، فالتغيير بدأ وهو ملموس وإن لم يتحقق بين ليلة وضحاها".
ورأى الرئيس عون أنّ توطين الفلسطينيين مرفوض بشكل قاطع من قبل لبنان، باعتباره "شأنًا ميثاقيًا" يهدد الكيان الوطني، لافتًا إلى أنّ الحروب في المنطقة والاعتبارات الفلسطينية أدّت إلى تأخير تنفيذ قرار نزع السلاح من المخيمات، وهو قرار اتخذته السلطة الفلسطينية نفسها. وأكد أنّ أي حديث عن حوار مباشر بين لبنان وإسرائيل هو "مجرد خيال لدى البعض"، موضحًا أنّ "الاتصالات مع إسرائيل تتم فقط عبر الأميركيين والفرنسيين وجهات ترغب بالمساعدة، لكن لم يُفتح أي باب لحوار مباشر".
وفي سياق الموقف اللبناني من الورقة الأميركية التي حملها الموفد الرئاسي الأميركي توم براك، قال: "وافقنا على الورقة الأميركية ودور واشنطن هو جلب موافقة إسرائيل، وأمامنا خيار واضح: إما الموافقة والمضي قدماً، أو الدخول في عزلة سياسية واقتصادية أشد". وأضاف: "لبنان لم يتلق تهديدات مباشرة، لكن الأميركيين أوضحوا أنّ لبنان سيخرج من أجندتهم إن رفض الورقة".
وفي حديثه عن الدور العربي، ثمّن الرئيس اللبناني جهود المملكة العربية السعودية، قائلاً: "لا نفرّط في علاقتنا مع السعودية التي تعود إلى عهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، ونحن نعوّل كثيرًا على دورها في إنعاش الوضع في لبنان، لأنها كانت وما زالت شقيقة كبرى للبنان". وكشف أنّه قال لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: "لا أريد هبات، بل أريد استثمارات، فلبنان بلدكم الآخر، ولدينا قطاعات كثيرة متاحة للاستثمار". وأشاد أيضًا بدور الرياض في إنهاء الفراغ الرئاسي ودعم استقرار لبنان.
كما شدّد عون على أنّ الطائفة الشيعية مكوّن أساسي وفاعل في لبنان ولا خوف على أي طائفة، مؤكداً: "أنا مسؤول عن كلامي، وأعتبر أنّ تحييد لبنان عن الصراعات هو ما يحصّنه في مواجهة أي تحديات". وأوضح أنّ الجيش اللبناني "محصّن وينفذ مهامه في كل مناطق الدولة"، ما يعزز الاستقرار ويطمئن اللبنانيين في الداخل والخارج.
وعن العلاقات الإقليمية، قال عون: "نتمنى على إيران وغيرها عدم التدخل في شؤون لبنان"، معربًا عن أمله بأن يعود لبنان "شرفة العرب بمساعدة أشقائه"، ومؤكداً أنّ هدفه الأساس هو استعادة دور لبنان ومكانته في العالم العربي والمجتمع الدولي.
الـــمــــزيــــــــــد
