المحلية

ليبانون ديبايت
الأربعاء 20 آب 2025 - 11:47 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

"الكرة في ملعب نتنياهو"... إما اتفاق التهدئة أو الغرق في غزة مجددًا!

"الكرة في ملعب نتنياهو"... إما اتفاق التهدئة أو الغرق في غزة مجددًا!

"ليبانون ديبايت"

في ظلّ التصعيد المتواصل في قطاع غزة، ومع استمرار الوساطات الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق تهدئة، تحدّث مسؤول الإعلام في حركة حماس في لبنان، وليد الكيلاني، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، عن التطورات الجارية على صعيد المفاوضات، وعن الموقف الحقيقي لحماس من الورقة الأميركية، وكشف كواليس المفاوضات، ملامح الخطة الإسرائيلية، ومستقبل الأوضاع في غزة إذا ما استمر التعنّت الإسرائيلي.

وأكد الكيلاني، أن "ما يميّز المرحلة الراهنة عن سابقاتها هو وجود جدية غير مسبوقة من قبل الوسط الأميركي في الضغط على الجانب الإسرائيلي للقبول بالمقترح الذي قدّمه المبعوث الأميركي ستيف ويدكوف، والذي وصفه الكيلاني بأنه مختلف جذريًا عن المقترحات السابقة".


وأوضح أنه "في هذه المرّة، لا تقتصر الضغوط فقط على الخارج، بل هناك أيضًا ضغط داخلي متصاعد داخل إسرائيل على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يقابله قرار واضح بتنفيذ عملية عسكرية في مدينة غزة"، مضيفًا أن "هذا التحول في الموقف الأميركي والإسرائيلي يأتي في ظل تصريحات متطرّفة حول مشروع إسرائيل الكبرى، وتهجير الفلسطينيين، وما شابه ذلك، ما دفع بعض الأوساط الدولية إلى إبداء تشدد واضح، خصوصًا من الجانب الأميركي".


وفي السياق نفسه، أشار الكيلاني إلى أن "الوسطاء المصريين والقطريين أبدوا جدية كبيرة في تحريك الملف، حيث استضافوا لقاءات واجتماعات مكثفة في القاهرة"، مشددًا على أن "هذه اللقاءات تركّزت حول المقترح الأخير الذي تقدّم به ويدكوف، وبيّن أن حركة حماس قامت بدراسة هذا المقترح بالتعاون مع الفصائل الفلسطينية، وقدّمت رؤية موحدة حوله، وكانت استجابتها إيجابية".


وعند سؤاله عن مدى اقتراب الطرفين من التوصل إلى اتفاق، قال الكيلاني:"لا يمكن القول إننا اقتربنا من التوصّل إلى اتفاق نهائي، لأن المسألة مرهونة بمدى توفر الإرادة السياسية لدى حكومة الاحتلال، هل نتنياهو مستعد فعلاً لاتخاذ قرار بوقف إطلاق النار والقبول بهدنة تستمر لستين يوماً؟ لدينا تجربة سابقة معه، ولسنا واثقين من نيّاته".


وكشف أنه قد "طُرحت علينا مقترحات، وبدورنا، قمنا بدراستها ووافقنا عليها بالتنسيق الكامل مع كافة الفصائل الفلسطينية، وبالتالي، أصبحت الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، نحن قمنا بما علينا، والآن يقع على عاتق الوسطاء، خاصة الأميركيين، إقناع نتنياهو بالموافقة على الورقة التي وافقت عليها حماس، فإن كانوا جادّين، فليتوجهوا إلى الطرف الإسرائيلي وليأتوا بجواب واضح".


وأضاف الكيلاني:"اللافت أن الورقة التي قدّمها ويدكوف خضعت لتعديلات إضافية لاحقاً، وبعد عرضها مجدداً على الحركة، أبدينا موافقتنا عليها أيضًا. ونحن ننتظر الآن اجتماع الكابينيت الإسرائيلي المتوقع قبل نهاية الأسبوع، والذي سيتّضح خلاله ما إذا كان الاحتلال سيوافق على المقترح أم لا. فإذا لم تتم الموافقة، فإننا سنعود إلى المربّع الأول، إلى دوامة الدماء المستمرة في غزة، وإلى محاولات تنفيذ المخطط الإسرائيلي الساعي لاحتلال القطاع بالكامل".


وتابع قائلاً:"هذا المخطط ليس جديدًا. نتنياهو يروّج منذ مدة لما يسمّى 'إسرائيل الكبرى'، والتي تمتدّ، بحسب أحلامه التوسعية، لتشمل أجزاء من مصر، والأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، بل وحتى من السعودية والكويت والعراق. وقد سمعنا تصريحاته بهذا الخصوص مرارًا".


وحول الأداء العسكري الإسرائيلي، أوضح الكيلاني أن "نتنياهو كان قد صرّح بأنه لن يتمكن من إعلان النصر قبل دخول خان يونس، لكنه فشل هناك. ثم زعم أن رفح ستكون الحسم، ولم ينجح كذلك. واليوم يتحدّث عن مدينة غزة كمفتاح للنصر المطلق، ويسعى لاجتياحها، رغم أنها تضم أكثر من مئتي ألف فلسطيني، وقد سبق أن فشل في تهجير سكان شمال القطاع إلى جنوبه، وفشلت كذلك خطة استخدام 'عربات جدعون'".


وحذر الكيلاني من أن كل هذه التجارب الفاشلة تجعل من مغامرته القادمة في مدينة غزة مجازفة خطيرة قد تجر عليه الويلات، وتُغرقه أكثر في رمال غزة المتحركة. ولهذا، فإن العديد من مستشاريه، سواء السياسيين أو العسكريين، نصحوه بعدم خوض هذه العملية، واللجوء بدلًا من ذلك إلى المسار السياسي إن أمكنه تحقيق أهدافه عبر التفاوض".


وأشار إلى وجود انقسام داخلي حاد داخل إسرائيل، بين التيار اليميني المتطرّف بقيادة بن غفير وسموتريتش من جهة، وبين المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بقيادة زامير وآخرين من جهة أخرى، قائلًا: "هذا الانقسام يُدخل نتنياهو في معضلة حقيقية: إما أن يواصل الحرب، أو يوقّع على اتفاقية قد تُفجّر الأزمة الداخلية. وقد رأينا خلال الأيام الماضية، وتحديداً السبت والأحد، تصاعد الاحتجاجات في الداخل الإسرائيلي، من إضرابات وشلل في الطرقات، وهو ما يزيد من الضغوط عليه".


وختم الكيلاني حديثه بالقول: "نتنياهو اليوم يماطل، في محاولة لتحقيق إنجاز سياسي أو عسكري دون توقيع هدنة أو انسحاب واضح، لكنه في كلا الخيارين يواجه واقعاً معقداً، وإذا قرر التوقيع على الاتفاقية، فلن يكون ذلك بالضرورة طوق نجاة له، وقد يغرق أكثر فأكثر في متاهة غزة، أما إذا رفض، فإن الخيارات الأخرى ليست أقلّ تكلفة، ونحن نؤكد مجددًا أنه قدمنا المطلوب، ووافقنا على الورقة والآن، القرار بيد الاحتلال ومن يدعمه".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة