يعتبر الباحث والكاتب الاستراتيجي الدكتور علي حمية، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن ما يقوم به رئيس الجمهورية والسلطات اللبنانية بعيد عن الواقع، وما هو إلا حرب ضغوط فقط، وعلى أرض الواقع لا قيمة عسكرية أو استراتيجية لها. وكخبير عسكري، يعلم تماماً أن إسرائيل، حتى ولو كانت لديها القدرة العسكرية، لن تستطيع القيام بحرب يمكن أن تخسرها، لا سيما بعد أن وصلت إلى هذه المرحلة.
وبرأيه، فإن إسرائيل تفضّل الربح عن طريق الضغوط بدل الدخول في حرب عسكرية قد لا تربحها، ويمكن أن تؤدي إلى إعادة الهيبة ـ برأيها ـ إلى حزب الله، في حال دخلت في حرب جديدة لا تحقق عبرها أهدافها المعلنة. أما فيما يتعلق باستخدامها لصواريخ أرض-أرض لضرب لبنان، في تطور لافت، فيُعتبر ذلك دليلاً على أن الإسرائيلي لن يعتمد على سلاح الجو فقط، وسلاح الصواريخ، رغم أنه لا يمتلك الكثير من هذه الصواريخ، ولكنه قد يستخدم صواريخ "القبة الحديدية" (أرض-جو) كصواريخ أرض-أرض، ولكنها في النهاية باهظة الثمن.
ويؤكد، من ناحية ثانية، أن إسرائيل لم تعد تتمتع بسلاح جو فائق القدرة، بل سلاح قوي فقط، لا سيما بعد الضربة الإيرانية على إسرائيل. ومن ناحية اقتصادية، فإن استخدام هذه الصواريخ أقل تكلفة بكثير من استخدام الطيران الحربي، لأنها بدأت تواجه مشكلة في النفقات العسكرية.
ويتناول هذه الضربات من جهة بُعدها السياسي، لا سيما أنها تلت زيارة الموفد الأميركي توماس باراك إلى لبنان، وبالتالي قد تكون رسالة حول فحوى الجواب الإسرائيلي المرتقب أن يحمله باراك في زيارته المقبلة إلى لبنان.
أما من الجهة العسكرية التكتيكية، فيلفت إلى أن الإسرائيليين لا يزالون أقوياء، ولكن من الناحية "الاستراتيجية العسكرية"، فإنهم في وضع أضعف من السابق، ويمكن للإسرائيلي، برأيه، أن يوجه ضربات صغيرة، لكن أن يدخل في حرب برية، فهو وفق توصيفه "من سابع المستحيلات"، فإسرائيل في حالة ضعف اقتصادي واستراتيجي، ولن تُقدِم على خطوة كهذه، لا سيما أن الجبهة السورية تقضم من قدرات إسرائيل.