اقليمي ودولي

العربية
الجمعة 22 آب 2025 - 15:16 العربية
العربية

بوتين يشترط: دونباس لنا… وأوكرانيا بلا ناتو ولا قوات غربية

بوتين يشترط: دونباس لنا… وأوكرانيا بلا ناتو ولا قوات غربية

قالت 3 مصادر رفيعة مطلعة على المناقشات في الكرملين لوكالة "رويترز"، إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طرح شروطاً جديدة للتوصل إلى تسوية في أوكرانيا، تشمل انسحاب كييف الكامل من إقليم دونباس شرقي البلاد، والتخلي عن طموحات الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، واعتماد الحياد، والامتناع عن إدخال أي قوات غربية إلى الأراضي الأوكرانية، في وقت تعمل فيه الدول الأوروبية على صياغة ضمانات أمنية لكييف تتضمن نشر قوات غربية على أراضيها.


وبحسب الوكالة، فإنّ هذه المعلومات تستند إلى رواية مفصلة نقلتها مصادر روسية عن العرض الذي قدّمه بوتين إلى نظيره الأميركي دونالد ترامب، خلال القمة التي جمعتهما في ولاية ألاسكا الجمعة الماضية.


وشهد اللقاء المغلق بين بوتين وترامب والذي استمر نحو 3 ساعات، نقاشاً حول إمكانية التوصل إلى "حل وسط" بشأن الحرب الأوكرانية. وقال بوتين بعد الاجتماع، وهو يقف إلى جانب ترامب، إنّ اللقاء "سيفتح الطريق أمام السلام في أوكرانيا"، غير أنّ أيّاً من الزعيمين لم يكشف تفاصيل محددة عمّا جرى بحثه.


العرض الروسي الجديد تضمّن إعادة التأكيد على مطلب موسكو القديم بتخلي أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى الناتو، والحصول على تعهد قانوني ملزم من الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة بعدم التوسع شرقاً، فضلاً عن فرض قيود على حجم الجيش الأوكراني، وضمان عدم نشر أي قوات غربية على الأرض ضمن أي ترتيبات أمنية أو قوات حفظ سلام محتملة.


ترامب، من جهته، استبعد نشر قوات أميركية في أوكرانيا ضمن أي اتفاق مستقبلي، لكنه أبدى انفتاحاً على دعم جوي للخطة الأوروبية، فيما أبلغ البنتاغون الحلفاء، الثلاثاء، بأنّ الدور الأميركي في ضمانات أمن أوكرانيا سيكون "محدوداً".


وبحسب المصادر الروسية، فإنّ بوتين أبدى استعداداً لتقديم ما وصفته بـ"تنازلات" مقارنة بمطالبه في حزيران 2024، حين كان يشترط أن تتنازل كييف عن المقاطعات الأربع التي أعلنت موسكو ضمها وهي: دونيتسك ولوغانسك (المشكلتان لإقليم دونباس) وخيرسون وزابوريجيا. أما اليوم، فقد تمسك بانسحاب أوكرانيا من دونباس بالكامل، مقابل تجميد خطوط التماس في خيرسون وزابوريجيا حيث تسيطر موسكو حالياً على نحو 73% من أراضيهما، وفق تقديرات أميركية وبيانات مفتوحة المصدر.


كما أشارت المصادر إلى أنّ بوتين طرح ضمن العرض إمكانية تسليم أوكرانيا أجزاء صغيرة من خاركيف وسومي ودنيبروبتروفسك كجزء من صفقة شاملة، في محاولة لإظهار بعض المرونة. لكن كييف رفضت هذه الطروحات واعتبرتها "استسلاماً مقنعاً"، مؤكدة تمسكها باستعادة كامل أراضيها بما فيها شبه جزيرة القرم.


ووفق البيانات العسكرية، تسيطر روسيا حالياً على نحو 88% من إقليم دونباس، وتسعى إلى فرض انسحاب أوكراني كامل من المناطق الباقية، وهو ما تعتبره كييف خطاً أحمر.


وزارة الخارجية الأوكرانية اكتفت بالتعليق على تقرير "رويترز" بالقول إنه "لا تعليق لديها في الوقت الراهن على العرض الروسي"، ما يعكس استمرار التعقيدات في المسار الدبلوماسي.


الخلفية الأوسع لهذا التطور تكمن في أنّ الحرب الأوكرانية المستمرة منذ شباط 2022 دخلت عامها الرابع من دون أي اختراق سياسي حقيقي. وكانت موسكو قد اعتمدت سياسة التدرج في شروطها، بدءاً من المطالبة بالاعتراف بضم القرم، مروراً بالسيطرة الكاملة على "الأقاليم الأربعة"، وصولاً إلى إعادة صياغة معادلة الأمن الأوروبي عبر إلزام الناتو بعدم التوسع. أما واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون، فرغم دعمهم العسكري والاقتصادي لكييف، باتوا أكثر ميلاً لبحث صيغ التسوية خشية انزلاق الحرب إلى مواجهة أوسع مع روسيا.


وفي هذا السياق، جاءت قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين لتعيد فتح النقاش حول التسويات الممكنة، لكنها كشفت أيضاً الهوة العميقة بين مطالب موسكو، ورفض كييف التنازل عن سيادتها ووحدة أراضيها.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة