المحلية

رصد موقع ليبانون ديبايت
الجمعة 21 تشرين الثاني 2025 - 20:29 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

من 5 نقاط... عون يطلق مبادرة تتضمن الاستعداد للتفاوض وتسلم النقاط الـ 5 (فيديو)

من 5 نقاط... عون يطلق مبادرة تتضمن الاستعداد للتفاوض وتسلم النقاط الـ 5 (فيديو)




وجّه رئيس الجمهورية جوزاف عون كلمة في عيد الاستقلال، افتتحها بنداء إلى اللبنانيين في الوطن والاغتراب، معتبرًا أن كلّ استقلال يبدأ من لحظة مواجهة الحقيقة. وأوضح أنّ اختياره الجنوب لإلقاء كلمته جاء لأن هذه الأرض تختصر تاريخ لبنان بكل ما فيه من صمود وغياب وعودة، وهي المكان الذي تُختبر فيه قيمة الدولة ومعنى السيادة. وأكد أنّ هذه المنطقة، التي أنهكتها الاعتداءات وغياب الدولة، ستنهض مع عودتها إليها سلطةً ورايةً وقرارًا واحدًا، لأن درب الاستقلال يبدأ من حضور الدولة وسيادتها، لا من غيابها أو ازدواجيتها، ومن تحرير كل شبر من أرض لبنان.


وأشار عون إلى أنّ المصارحة باتت اليوم أكثر من ضرورية، لأنها أول ذكرى للاستقلال يخاطب فيها اللبنانيين رئيسًا للجمهورية بعد سنوات الفراغ التي تخطاها لبنان، مؤكدًا أنّ الظرف دقيق ولا يحتمل أنصاف الحقائق.


وقال إنّ استقلال لبنان حقيقة حيّة، لا صفحة من الماضي، لأن رجالًا ونساءً من هذا الوطن بذلوا دماءهم فاستشهدوا في بشامون دفاعًا عن حكومة الاستقلال، وفي ساحة النجمة دفاعًا عن علمه، و"ملائكة طرابلس الأربعة عشر" الذين سقطوا متظاهرين من أجل الاستقلال. وشدّد على أنّ الاستقلال لم يولد في يوم واحد، كما أنّ الأوطان لا تُبنى في سنة واحدة.


وأكد عون أنّ لبنان هو حصيلة نضال قرون من أجل الحرية في منطقة كثيرًا ما تعاملت مع الحق بالقوة والحرية بالقمع. ولفت إلى أنّ لحظة ولادة لبنان لم تكن محل إجماع كامل، إذ فكّر البعض في دولة أصغر بدافع الخوف على هوية معينة، فيما فكّر آخرون بدولة أكبر من لبنان انطلاقًا من انتماء مختلف أو رفضًا للهيمنة. لكن اللبنانيين، حين عاشوا معًا، اكتشفوا أنهم يشبهون بعضهم أكثر مما يشبههم أي خارج، وأن العيش المشترك أقل كلفة من أي ولاء خارجي. هكذا تبلورت أكثرية كيانية ميثاقية من المسيحيين والمسلمين وجميع اللبنانيين، رافضة لأي انتماء أصغر أو ولاء أكبر من لبنان، ورغم الانتقادات والتجني استطاعت إنجاز الاستقلال.


وتابع رئيس الجمهورية مؤكّدًا: "نعم، لقد أخطأنا في إدارة استقلالنا"، مشيرًا إلى أنّ عوامل خارجية دفعت لبنان قبل خمسين عامًا إلى حروب خرج منها باتفاق الطائف، قبل أن يقع مجددًا تحت وصاية خارجية شوهت الاتفاق لأكثر من عقد. ثم نال لبنان فرصة استقلال جديد بعد زوال الاحتلال والوصاية، لكنه عاد ليدخل في صراعات محاور إقليمية حول من يمسك بورقة لبنان في حسابات النفوذ.


وأوضح أنّ لبنان يعيش اليوم مرحلة مصيرية تشبه مرحلتي الاستقلالين الأول والثاني، وسط تغيّرات دراماتيكية في المنطقة والعالم. وقال إنّ في لبنان انطباعين خاطئين: الأول لدى من يتصرف وكأن شيئًا لم يتغير في المنطقة وفلسطين وسوريا والعالم، مصرًا على تشوّهات عمرها أربعون عامًا، وهو سلوك مجافٍ للواقع وللإرادة اللبنانية. والثاني لدى من يعتقد أنّ التطورات الأخيرة قضت على جماعة لبنانية كاملة، معتبرًا هذا الانطباع "مكابرة مقابلة" لا تقل خطرًا عن الأولى. وأكد أنّ الدولة، وهو رئيسها، تقف حيث مصلحة الوطن وكل الشعب، لا مصلحة طرف أو طائفة.


وقال عون من الجنوب إن الزمن تغيّر والظروف تبدّلت، وإن اللبنانيين تعبوا من اللادولة وكفروا بمشاريع الدويلات، والعالم كاد أن يتعب من لبنان. وشدّد على أنّ المسألة لا تتعلق فقط بحصر السلاح وقرار السلم والحرب، رغم ضرورتهما، بل بحصر ولاء اللبناني بوطنه وانتمائه القانوني لدولته، وإعادة ثقافة الدولة في كل تفصيل وعلى كل شبر من الأرض. وأكد أنّ التغوّل على الحق العام والملك العام والمال العام والفضاء العام بات مرفوضًا كليًا، ولا يمكن تبريره بأي ذريعة.


وفي المقابل، رفض عون فكرة التعامل مع جماعة لبنانية وكأنها زالت أو اختفت، مؤكدًا أنّ هؤلاء لبنانيون، أبناء الأرض، باقون ومعهم يعود الجميع إلى حضن الوطن وتحت سقف الدولة الحصري وحده، بلا اجتهادات أو استثناءات.


وفي ختام كلمته، أعلن رئيس الجمهورية مضمون مبادرة رسمية جاء فيها:


1- تأكيد جهوزية الجيش اللبناني لتسلم النقاط المحتلة على الحدود الجنوبية، واستعداد الدولة لتقديم جدول زمني واضح للجنة الخماسية للتسلم.

2- استعداد القوى المسلحة اللبنانية لتسلم النقاط فور وقف الخروقات والاعتداءات وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كل النقاط.

3- تكليف اللجنة الخماسية التأكد من سيطرة القوى المسلحة اللبنانية وحدها على منطقة جنوب الليطاني.

4- استعداد الدولة اللبنانية للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على اتفاق يرسّخ وقفًا نهائيًا للاعتداءات عبر الحدود.

5- التزام الدول الشقيقة والصديقة برعاية هذا المسار عبر تحديد مواعيد لآلية دعم دولية للجيش اللبناني ولمساعدة إعادة الإعمار، بما يضمن تحقيق الهدف الوطني النهائي بحصر كل سلاح خارج الدولة وعلى كامل أراضيها.


وختم عون بأنّ هذه المبادرة برسم المجتمع الدولي وكل حريص وصادق في مساعدة لبنان ودعم استقراره، مؤكدًا جاهزية الدولة والتزامها الكامل بهذا المسار.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة