كشفت صحيفة "أكسيوس" أنّ الولايات المتحدة بصدد إعداد مخطط لإنشاء منطقة اقتصادية في جنوب لبنان، قرب الحدود مع إسرائيل، بهدف منع حزب الله من إعادة بناء قدراته العسكرية. ووفق الموقع، فإن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلبت من إسرائيل تقليص غاراتها الجوية على لبنان لأسابيع محدودة، والانسحاب تدريجياً من بعض المواقع العسكرية المتقدمة التي تحتفظ بها داخل الأراضي اللبنانية، وذلك كبادرة حسن نية للتجاوب مع المساعي اللبنانية.
الخطة الأميركية التي سُمّيت مبدئياً "منطقة ترامب الاقتصادية" تقوم على دمج شق أمني مع شق اقتصادي، إذ يُفترض أن يواكب الجيش اللبناني إجراءات لنزع سلاح الجماعات المسلحة، فيما تستثمر السعودية وقطر في إعادة إعمار المناطق التي ستُصنّف ضمن هذه المنطقة الاقتصادية. وبحسب المصادر، وافقت الرياض والدوحة بالفعل على تمويل مشاريع بنى تحتية وتنموية في هذه المناطق فور اكتمال الانسحاب الإسرائيلي.
وتستند الفكرة إلى أنّ تعزيز التنمية الاقتصادية في الجنوب سيصعّب على حزب الله إعادة ترسيخ وجوده العسكري قرب الحدود، ما يحقق "المخاوف الأمنية الإسرائيلية من دون استمرار الاحتلال المباشر"، وفق ما نقلت المصادر.
المبادرة الأميركية جاءت بعد قرار الحكومة اللبنانية الأخير، القاضي بتكليف الجيش إعداد خطة عملية لنزع سلاح جميع الجماعات المسلحة غير الحكومية، وهو قرار اتُّخذ تحت ضغط مباشر من إدارة ترامب التي طالبت بإنهاء ملف سلاح حزب الله قبل نهاية عام 2025. في المقابل، رفض الحزب القرار واعتبره استهدافاً مباشراً له، مهدداً بأن "لا حياة في لبنان" إذا ما حاولت الحكومة المضي في التنفيذ.
وبحسب "أكسيوس"، المبعوث الأميركي توم باراك اقترح انسحاباً تدريجياً من المواقع العسكرية الإسرائيلية الخمسة المتبقية في الجنوب، شرط خطوات ملموسة من الدولة اللبنانية. وأشارت المصادر إلى أنّ إسرائيل لم ترفض الطرح بشكل قاطع، وهي "مستعدة لمنحه فرصة"، معتبرة أن قرار الحكومة اللبنانية الأخير كان "تاريخياً" ويستوجب تجاوباً مقابلاً.