أعلن الشيخ حكمت الهجري، أحد مشايخ عقل الدروز في سوريا، عن تشكيل قوة مسلحة جديدة في محافظة السويداء تحت اسم "الحرس الوطني"، تضم فصائل أعلنت ولاءها له واستعدادها لمواجهة ما سمّتها "الفصائل السلفية". غير أنّ هذه الخطوة أثارت جدلاً واسعاً، إذ وصفها القيادي في "تجمع رجال الكرامة" ليث البلعوس بأنها نسخة مستنسخة من "الحرس الثوري الإيراني".
البلعوس شدّد، في حديث نقلته "الإخبارية السورية"، أنّ أبناء السويداء كانوا يتطلّعون إلى موقف جامع يقود نحو التهدئة، معتبراً أنّ الهجري "محاط بزمرة من قادة الفصائل المتهمين سابقاً بالخطف والسرقة والابتزاز". واعتبر أنّ إطلاق تسمية "الحرس الوطني" رسالة مقلقة تحمل بذور "الخراب والدمار"، مثمّناً في المقابل موقف "رجال الكرامة" الذين نأوا بأنفسهم عن الانضمام إلى هذه القوة.
في الخلفية، يبرز الانقسام بين مشايخ عقل الطائفة الدرزية الثلاثة: حمود الحناوي، يوسف جربوع، وحكمت الهجري. ففيما أعلن الحناوي وجربوع مراراً رفضهما أي تدخل إسرائيلي، تمسّك الهجري بخيار الاستعانة بتل أبيب، ووجّه لها رسائل شكر سابقة، وهو ما أثار انتقادات شديدة واعتبره ناشطون عائقاً أمام أي تسوية داخلية.
يُذكر أنّ السويداء تعيش منذ 19 تمو وقفاً هشاً لإطلاق النار بعد معارك دامية بين فصائل درزية وعشائر بدوية، أوقعت مئات القتلى. إسرائيل بدورها استغلت هذه الأحداث بذريعة "حماية الدروز" لتوسيع تدخلها العسكري في الجنوب السوري، وهو ما رفضته دمشق مؤكدة أنّ حماية أبناء السويداء "مسؤولية الدولة السورية وحدها" كما شدد الرئيس أحمد الشرع في أكثر من مناسبة.