اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الثلاثاء 26 آب 2025 - 07:26 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

مفاوضات حساسة بين سوريا وإسرائيل.. خطوط حمراء وحدود 1974

مفاوضات حساسة بين سوريا وإسرائيل.. خطوط حمراء وحدود 1974

تتصاعد حدّة النقاشات الإقليمية مع دخول المفاوضات بين سوريا وإسرائيل مرحلة متقدّمة، بالتوازي مع جهود أميركية ترمي إلى رسم ملامح ترتيبات أمنية جديدة في المنطقة.


تصريحات الرئيس السوري أحمد الشرع حول المفاوضات مع إسرائيل سبقت اللقاء المقرر أن يجمعه في دمشق بالمبعوث الأميركي توم براك، الذي يحمل الرد الإسرائيلي على الموقف اللبناني من الورقة الأميركية بعد اجتماعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وبحسب موقع "أكسيوس"، تسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لترتيب تفاهمات أمنية ثلاثية تشمل إسرائيل ولبنان وسوريا، قد تمهد لتطبيع لاحق للعلاقات.


أستاذ العلاقات الدولية الدكتور ياسر النجار رأى في حديث لسكاي نيوز عربية أن سوريا "تبحث عن حالة استقرار في مرحلة بناء الدولة من جديد"، مؤكداً أن دمشق لا تسعى لمواجهة عسكرية، بل لإعادة تفعيل اتفاق فض الاشتباك الموقّع عام 1974. واعتبر أن إسرائيل تبرر اعتداءاتها بانتهاكات أمنية لا أساس لها، داعياً إلى العودة إلى خطوط فض الاشتباك لضمان الاستقرار.


النجار شنّ هجوماً على السياسات الإسرائيلية، واصفاً حكومة نتنياهو بأنها "يمينية متطرفة ومقاطَعة عالمياً"، لافتاً إلى التظاهرات في أوروبا وأستراليا، ومشدداً على أن محكمة العدل الدولية تطالب بمساءلة القيادة الإسرائيلية. وأضاف أن دمشق قدّمت إشارات إيجابية من خلال إبعاد نفوذ إيران وحزب الله والتخفيف من تجارة المخدرات، ما يصب في مصلحة الأمن الإقليمي.


في المقابل، قدّم أستاذ العلوم السياسية أمير خنيفس من حيفا رؤية مغايرة، معتبراً أن النظام السوري الحالي "يسعى إلى تجميل صورته أمام الغرب"، لكنه لا يزال يستخدم "خطاباً مزدوجاً". وشدد على أن إسرائيل لن تتراجع عن أربعة شروط رئيسية: الحفاظ على الجولان، إبقاء الجنوب منزوع السلاح، تأمين ممر آمن بين الجولان والسويداء، وإنشاء منطقة آمنة تديرها بشكل غير مباشر.


واشنطن تجد نفسها بين طرفين متناقضين: نظام سوري يقدّم نفسه كدولة تبحث عن الشرعية والاستقرار، وحكومة إسرائيلية متمسكة بمكاسبها الأمنية. ورغم محاولات الوساطة، تبقى الفجوة عميقة، والمشهد أقرب إلى إدارة أزمة منه إلى تحقيق اختراق دبلوماسي حقيقي.


الواقع الحالي لا يعكس مفاوضات سلام شاملة، بل تفاهمات أمنية محدودة. دمشق تعرض العودة إلى اتفاق 1974 مدخلاً لتهدئة، فيما تصر إسرائيل على خطوطها الحمراء. وبينما تحاول الولايات المتحدة الدفع نحو ترتيبات ثلاثية، تبدو المفاوضات أقرب إلى اختبار للنوايا منها إلى خطوة نحو تسوية تاريخية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة