"قوة الرضوان" والصواريخ الدقيقة... ما حجم ترسانة حزب الله فعلياً؟

يُعد "حزب الله" من أبرز الفاعلين في الشرق الأوسط، إذ طوّر منذ الثمانينيات ترسانة عسكرية ضخمة جعلت منه قوة إقليمية ذات ثقل عسكري وسياسي.

وفي 7 آب الجاري، أعلنت الحكومة تأييدها للخطوات المقترحة في ما يعرف بـ"الورقة الأميركية"، التي تتضمن نزع سلاح "حزب الله" ونشر الجيش اللبناني في الجنوب. وقال الرئيس جوزاف عون إن مسألة حصر السلاح بيد الدولة شأن داخلي لبناني، مشيراً إلى أن البلاد كانت أمام خيارين: إما الموافقة على "الورقة الأميركية" أو "العزلة".

في المقابل، رفض "حزب الله" موقف الحكومة، وأصدرت كتلته البرلمانية بياناً شديد اللهجة اعتبرته "انقلاباً خطيراً". وقال الأمين العام للحزب نعيم قاسم: "لا سيادة لبنانية من دون المقاومة التي منعت إقامة المستوطنات"، مؤكداً أنّ "المقاومة اللبنانية لن تسلم سلاحها، والعدوان مستمر والاحتلال قائم، وسنخوضها معركة كربلائية إذا لزم الأمر، في مواجهة هذا المشروع الإسرائيلي الأميركي مهما كلفنا، ونحن واثقون أننا سننتصر".

وفي أيار الماضي، شدّد قاسم على أنّ "الحزب سيتجاوز التحديات بفضل مشروع المقاومة"، مؤكداً أنّ "السلاح وُجد من أجل مقاومة الكيان الغاصب الإسرائيلي ولا علاقة له بالداخل اللبناني". وأضاف: "سنعمل وفق مشروعنا الوطني للحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله"، مشيراً إلى أنّ الثابت هو "المبادئ التي تأسس عليها حزب الله وأولوية المقاومة"، معتبراً أنّ كل الطرق لتحقيق هذه الثوابت "قابلة للنقاش والتعديل بحسب نتائج التقويم".

رغم غياب إحصائيات رسمية عن سلاح الحزب بسبب السرية العالية، إلا أنّ تقارير متخصصة أبرزت قدراته العسكرية، ولا سيما ترسانته الصاروخية. وأشارت وسائل إعلام غربية إلى حجم القوة الخاصة المعروفة بـ"قوة الرضوان".

ووفق موقع "ميسيل ثريت" المتخصص في الشؤون العسكرية، فإن تقديرات عام 2021 أشارت إلى امتلاك الحزب نحو 130 ألف صاروخ، معتمداً في استخدامها على تكتيك "هجوم الأسراب"، الذي ظهر جلياً خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل التي بدأت عقب حرب غزة في تشرين الأول 2023.

القدرات الصاروخية تنقسم إلى أربع فئات:

صواريخ أرض – أرض: كاتيوشا (107 و122 ملم)، فجر-1، فلق-1، فلق-2، شاهين-1، تايب-81، فجر-3، فجر-5، رعد-2/3، خيبر-1، زلزال-1/2، فاتح-110، سكود (B/C/D).

صواريخ مضادة للسفن: سي-802، ياخونت.

صواريخ مضادة للدبابات: RPG-29، ماليكوتا/ساغر، فاغوت/سبيغوت، كونكورس، ميتيس-إم، كورنيت-إي.

صواريخ دفاع جوي (أرض – جو): ميثاق-1/2، زيد يو-23، ستريلا-2، أوسا، ستريلا-3، إيغلا-1، باك إم-2، بانتسير إس-1.

إلى جانب ذلك، كشفت الحرب الأخيرة مع إسرائيل امتلاك الحزب قدرات متقدمة في مجال الطائرات المسيّرة الهجومية والاستطلاعية، التي استُخدمت في عمليات نوعية وصلت إلى مواقع حساسة، منها وحدات عسكرية إسرائيلية ومقار حكومية ذات أهمية.

تشير تقارير غربية إلى أنّ "حزب الله" يمتلك نحو 100 ألف مقاتل، بينهم قوات خاصة تعرف بـ"قوة الرضوان"، وهي وحدة عالية التدريب أنشئت لاختراق الداخل الإسرائيلي وقت الحرب. ويعتبرها الجيش الإسرائيلي تهديداً مباشراً لشماله، إذ يُعتقد أن مهمتها قد تكون السيطرة على منطقة الجليل في حال اندلاع مواجهة واسعة.

وتحمل القوة اسم القائد العسكري عماد مغنية الذي اغتيل عام 2008 في سوريا، وتُعرف بعرض مناورات هجومية علنية، بينها محاكاة للتوغل داخل الأراضي الإسرائيلية، وفق تقارير إعلامية.