“ليبانون ديبايت”
لم تمرّ تصريحات المتحدثة الأمريكية السابقة مورغن أورتيغاس، خلال زيارتها الأخيرة إلى بيروت، من دون ردّ. فقولها لمنصّة “ICI Beirut” إن “حزب الله لا يمثل الشعب اللبناني بل يمثل قوة خارجية هي إيران”، وُضع مباشرة في مواجهة مع وقائع الانتخابات النيابية، حيث أفرزت صناديق الاقتراع أرقاماً تُظهر عكس ما ذهبت إليه.
مصادر في حزب الله أكدت أنّ كلام أورتيغاس يتناقض كلياً مع النتائج الرسمية، مشيرة إلى أنّ الحزب هو القوة السياسية التي حصدت أعلى عدد من الأصوات التفضيلية في الاستحقاقين الأخيرين عامي 2018 و2022، متقدّماً بفارق كبير على مختلف الأحزاب اللبنانية. ففي انتخابات 2018، حصل الحزب على 343,220 صوتاً تفضيلياً، مقابل 276,610 للتيار الوطني الحر، و256,092 لتيار المستقبل، و204,199 لحركة أمل، بينما لم تتجاوز حصيلة القوات اللبنانية 162,078 صوتاً.
أما في انتخابات 2022، فحافظ حزب الله على كتلته الشعبية مع 344,882 صوتاً تفضيلياً، فيما نالت القوات اللبنانية ما بين 171,683 و183,771 صوتاً بحسب منهجية العدّ، وسجّل التيار الوطني الحر 144,949 صوتاً، وحركة أمل 191,142، في حين راوحت حصيلة الحزب التقدمي الاشتراكي بين 66 و81 ألفاً، والكتائب اللبنانية قرابة 35 ألفاً.
وشددت المصادر على أنّ هذه الأرقام تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنّ حزب الله يمثّل الكتلة الشعبية الأكبر في لبنان، بقاعدة انتخابية ثابتة تتجاوز 340 ألف صوت تفضيلي، أي ما يقارب ضعف ما ناله الحزب المسيحي الأكبر، وأكثر بمرتين من بقية القوى التقليدية. وبرأيها، فإنّ محاولة تصوير الحزب كـ”قوة خارجية” ليست سوى حملة سياسية سرعان ما تسقط أمام لغة الأرقام التي أكدت أنّ حزب الله يحظى بأوسع قاعدة شعبية على مستوى الوطن.
في المحصلة، تبقى إرادة الناخبين هي المعيار الوحيد الذي يحدّد حقيقة التمثيل الشعبي، فيما تظل صناديق الاقتراع الشاهد الأصدق على حجم كل فريق، بعيداً عن الشعارات والاتهامات السياسية.