كشفت التحقيقات أنّ سبب تحطم مقاتلة أميركية من طراز "إف-35" في قاعدة إييلسون الجوية بولاية ألاسكا، في 28 كانون الثاني الماضي، يعود إلى تجمد العجلة الأمامية نتيجة تلوث سائل الهيدروليك بالماء في درجات حرارة متجمدة.
وأظهر تسجيل مصوَّر الطائرة وهي تهوي مباشرة وتنـفجر في كرة نارية، فيما نجا الطيار بعد أن أطلق نفسه وأصيب بجروح طفيفة، في حين دُمِّرت الطائرة التي تبلغ قيمتها نحو 200 مليون دولار بالكامل.
وبحسب التقرير، فإنّ الجليد تكوّن في خطوط الهيدروليك لعجلات الهبوط الأمامية والرئيسية، ما منعها من الامتداد بشكل صحيح. وأوضح أنّ الطيار حاول بعد الإقلاع سحب العجلات لكنها لم تتحرك بالكامل، وعند إعادة إنزالها لم تتمركز بشكل صحيح وانحصرت في زاوية إلى اليسار.
وأشارت التحقيقات إلى أنّ محاولات إصلاح العطل جعلت الطائرة "تعتقد" أنها على الأرض، ما أدى في نهاية المطاف إلى فقدان السيطرة. وخلال التحليق قرب القاعدة، تواصل الطيار مع فريق من خمسة مهندسين من شركة "لوكهيد مارتن"، بينهم مهندس برمجيات أول ومهندس سلامة الطيران وثلاثة متخصصين في أنظمة عجلات الهبوط، في محاولة لإيجاد حل.
وقام الطيار بمحاولتين من نوع "لمسة وإقلاع" (touch and go) لمحاولة إعادة توجيه عجلة الأنف العالقة، غير أن المحاولتين فشلتا، وتسببتا في تجمّد العجلات الرئيسية اليمنى واليسرى ومنعها من التمدد الكامل لتنفيذ هبوط فعلي.
وفي تلك المرحلة، أظهرت حساسات الطائرة أنها على الأرض، ما حوّل أنظمة الكمبيوتر إلى "وضع التشغيل الأرضي الآلي"، وهو ما تسبب بفقدان السيطرة واضطر الطيار إلى القفز.
وكشف فحص الحطام أنّ نحو ثلث السائل في أنظمة الهيدروليك لعجلات الطائرة كان ملوثًا بالماء، في حين أنه من المفترض أن يكون خاليًا تمامًا من أي نسبة مياه.