بين الأحراج الكثيفة في وادٍ وعرٍ قريب من الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان، عثرت الكتيبة الفرنسية العاملة في قوة الأمم المتحدة المؤقتة "اليونيفيل" على مربض مدفعية ومخزن ذخيرة، قالت إنه من بين العديد من المواقع التي تركها حزب الله بعد انتهاء الحرب الأخيرة مع إسرائيل.
ويأتي هذا الاكتشاف فيما يقترب موعد التصويت في مجلس الأمن، يوم الخميس المقبل، على مشروع قرار يقضي بتمديد ولاية اليونيفيل مرة واحدة حتى نهاية العام المقبل، تمهيداً لانسحابها في سنة 2027.
الجنود الفرنسيون عرضوا الموقع المكتشف في 27 آب في وادي الخريبة قرب بلدة الماري الحدودية، أمام صحافيي وكالة فرانس برس.
وقال النقيب الفرنسي تانغي، قائد الفرقة التي نفذت العملية: "قمنا هذا الصباح باستطلاع في هذا الوادي الذي حددناه كمنطقة ذات أهمية كبيرة، كونه تعرض لضربات إسرائيلية خلال الحرب".

وبحسب النقيب، فقد عثر الجنود داخل الموقع على مدفعية روسية الصنع من عيار 152 ملم، موجّهة نحو الشرق والجنوب، إضافة إلى 39 صندوقاً من القذائف الجاهزة للاستخدام.
وأكد أن المدفع ما زال سليماً، لافتاً إلى أن ما ستقوم به القوة الآن هو "تأمين المكان وإبلاغ الجيش اللبناني للتدخل وسحب الأسلحة".
منذ وقف إطلاق النار في تشرين الثاني وحتى 25 آب، اكتشفت قوات اليونيفيل 318 مخبأ سلاح في جنوب لبنان، بحسب المتحدث باسمها أندريا تينينتي.
أما الجيش اللبناني، فأعلن أنه فكك بين تشرين الثاني وحزيران أكثر من 500 موقع ومخزن سلاح جنوب نهر الليطاني. وفي 9 آب، قُتل ستة جنود لبنانيين بانفجار خلال تفكيك أحد المخازن الذي نسبه مصدر عسكري إلى حزب الله.

وينتظر أن يبتّ مجلس الأمن الدولي، الخميس، في مسألة تمديد مهمة اليونيفيل التي تنتهي ولايتها الأحد المقبل. ويرغب لبنان، مدعوماً من فرنسا، ببقائها إلى أبعد من سنة 2027، فيما يؤكد قادة القوة أن مهامها الأساسية لن تتغير بعد هذا التاريخ.
وقال العقيد أرنو دو كوانسي، قائد قوة احتياط القائد العام لليونيفيل، إن القوات الأممية ستواصل "دعم الجيش اللبناني عبر تزويده بالخبرات والإمكانات لمساعدته على بسط سيطرته وإعادة ترسيخ سلطة الدولة في الجنوب".
وتبقى المهمة الأساسية لليونيفيل – وفق قادتها – "تنفيذ القرار 1701، أي مراقبة وقف إطلاق النار والإبلاغ عن أي خرق، والعمل على إزالة جميع الأسلحة ومنع إدخال أسلحة جديدة إلى المنطقة".

وتشير تقارير اليونيفيل إلى أن إسرائيل أبقت بعد وقف إطلاق النار على خمسة مواقع حدودية، وأن خروقها الجوية للأجواء اللبنانية لا تزال شبه يومية.
وحتى 25 آب، سجلت القوة الدولية 5095 خرقاً جوياً إسرائيلياً منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، فيما تواصل إسرائيل شن ضربات على مواقع تقول إنها تابعة لحزب الله، إلى جانب توغلات ميدانية محدودة يسجلها الإعلام الرسمي اللبناني بشكل أسبوعي تقريباً.
وكان قد كشف المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تيننتي، اليوم الخميس، انه "في 26 آب، أبلغت قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل عن وجود مخزن أسلحة من دون حراسة في محيط بلدة علما الشعب، يحتوي على كمية صغيرة من المتفجرات، وقاذفة صواريخ فارغة مكوّنة من 32 أنبوبًا، ومدخل نفق. وقد تم إبلاغ الجيش بذلك."